يتمثل الهدف الرئيس من الدراسة في تحديد کيفية توظيف البحث العلمي في تطوير تعليم وتعلم الرياضيات في المملکة العربية السعودية, والآليات التي يمکن أن تسهم في تحقيق ذلک.
ولتحقيق الهدف السابق سعت الدراسة للإجابة عن الأسئلة التالية:
1) ما هي أبرز أهداف ونتائج وتوصيات البحوث العلمية (رسائل الماجستير والدکتوراه) التي أجريت في المملکة العربية السعودية في مجال تعليم وتعلم الرياضيات ؟.
2) کيف يمکن ترجمة توصيات البحوث العلمية (رسائل الماجستير والدکتوراه) التي أجريت في المملکة العربية السعودية في مجال تعليم وتعلم الرياضيات إلى توصيات عملية وقابلة للتطبيق؟.
3) ما الآلية المقترحة لتفعيل الاستفادة من البحوث العلمية التي تجرى في المملکة العربية السعودية في مجال تعليم وتعلم الرياضيات؟.
وتمثلت عينة الدراسة في جميع البحوث العلمية (رسائل الماجستير والدکتوراه) الصادرة عن قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة أم القرى بمکة المکرمة وجامعة الملک سعود بالرياض في مجال تعليم وتعلم بالرياضيات, والمتوافرة على المکتبة الإلکترونية لکلتا الجامعتين, وذلک في الفصل الثاني من العام الدراسي 1430/ 1431هـ (2009/2010م).
واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج المسحي والمنهج الوصفي التحليلي, حيث قام بمسح للبحوث العلمية المتوافرة في کلتا الجامعتين, وتحديد أبرز أهدافها ونتائجها وتوصياتها, ومن ثم تحليل توصياتها بهدف تحديد الطرق والوسائل التي يمکن من خلالها تفعيل تلک التوصيات وتوظيفها في مجال تعليم وتعلم الرياضيات, بالإضافة إلى إعداد آلية يمکن من خلالها تفعيل توصيات البحوث العلمية بشکل دوري.
وقد خلصت الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من أهمية البحث العلمي الکبيرة في تطوير تعليم وتعلم الرياضيات بالمملکة, إلا أنه لم يؤد الدور المأمول منه على أرض الواقع نتيجة لبقاء نتائج وتوصيات تلک البحوث حبيسة الأدراج ودون توظيف حقيقي لنتائجها وتوصياتها, بالإضافة إلى الهدر الناتج عن إجراء بحوث علمية يصعب توظيف توصياتها أو الاستفادة من نتائجها.
کما خلصت الدراسة إلى أن هناک (3) جهات رئيسة يمکن لها الاستفادة من نتائج تلک البحوث العلمية وهي: وزارة التربية والتعليم, ووزارة التعليم العالي, والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
وأوصت الدراسة بأهمية الاستفادة من نتائجها في إعداد برامج تدريبية لمنسوبي الجهات الثلاث المشار إليها أعلاه, وأن يعمل منسوبو تلک الجهات على تطوير مستوياتهم العلمية والمهنية بشکل مستمر.
کما أوصت الدراسة وزارة التربية والتعليم بتوفير الدعم اللازم لتطوير البيئة المادية والبشرية في العملية التعليمية, وتوفير التجهيزات التقنية والمعملية والإلکترونية الحديثة (بما تشمله من برمجيات تعليمية) في المدارس, وبما يسهم في توظيف التعليم الالکتروني وتفعيل مصادر التعلم وتوظيف التقنيات الحديثة في العملية التعليمية.
کما أوصت الدراسة المؤسسات التعليمية بوزارة التعليم العالي بتطوير برامج إعداد المعلمين بکليات التربية من خلال إدخال مقررات جديدة تتناول عدة موضوعات توصلت إليها الدراسة الحالية.
أما بالنسبة للباحثين وطلبة الدراسات العليا فقد أوصت الدراسة بإجراء دراسات مشابهة تقوم بدراسة نتائج وتوصيات البحوث المتعلقة بتعليم وتعلم الرياضيات وتلخيصها في الموضوعات المختلفة, ومن ثم تقديمها للجهات المعنية للنظر في إمکانية الاستفادة منها, وذلک من مجتمع وعينة أخرى تشتمل على دراسات محلية وإقليمية وعالمية.
کما أوصت الدراسة وزارة التربية والتعليم بالإسراع في اعتماد الآلية المقترحة وتوفير الدعم اللازم لإنجاحها, أملاً في أن يسهم ذلک في تحسين نوعية بحوث تعليم وتعلم الرياضيات بالمملکة, وفي حُسن الاستفادة منها.