ملخص
ان الام هي المسؤل الأول في الأسرة عن تربية أطفالها ، ورعايتهم و تقديم النصيحة والتوجيهات الايجابية المناسبة لهم في الموقف المناسب ، وتحتاج الفتاة في مرحلة المراهقة ان تکون صديقة لأمها ، وتتقرب منها فکريا ، وتشارکها في التخطيط لمستقبلها وحل مشکلاتها ، وأن تکسب ثقة والديها واحترامهم وحبهم .
وتبدأ التربية الجنسية من مرحلة الطفولة ، حيث شرع الإسلام وسائل متعددة، يجب على الوالدين الحرص على إتباعها في تهذيب الغريزة الجنسية عند الطفل ، کما اکد على ضرورة فتح أبواب الحوار مع الأولاد عند بلوغهم و الشعور بحاجتهم للمعرفة والنصيحة او انهم يعانون من مشاکل جنسية ، وعدم استخدام العنف والقمع معهم.
وتنبع أهمية التربية الجنسية من مدى الارتباط الوثيق بين العامل الجنسي في حياتنا وبين العوامل الأخرى النفسية والاجتماعية والسلوکية والحضارية، فکان لابد من تحديد مسؤليات الاباء والمربين تجاه الحياة الجنسية للابناء ، واداراک خطورة الافکار الغربية على مجتمعنا . ويحقق منهج التربية الجنسية، للفتاة سلامتها الخلقية والصحية، ويساعدها على ضبط اتزانها العاطفي والسلوکي.
وتتمثل مشکلة البحث في التعرف على العلاقة بين الام وابنتها المراهقة حيث يعتمد عليها امداد الفتاة بجميع معلوماتها واستفساراتها في امورها الخاصة ومن ضمنها الامور الجنسية التي يمکن ان تتلقى الفتاة معلوماتها من مصادر غير موثوقة مما ينعکس سلبا على تقبلها لهذه الامور وتکيفها معها مستقبلا ،
اشتملت عينة البحث (188) فتاة في مرحلة المراهقة ، من أسر ذات مستويات اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة ، من مدينة مکة المکرمة , طبق عليهن استبيان الدراسة للتعرف على علاقة الفتاة المراهقة بوالدتها ، ودور الام في التربية الجنسية لابنتها ، وقد اتبع المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة
وکانت أهم نتائج الدراسة على النحو التالي :
1-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0,01 بين درجات أفراد العينة في علاقة الفتاة المراهقة بأمها تبعا لمتغيرات الدراسة ( الحالة الاجتماعية و العمر والتعليم والمهنة للأم) .
2-وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0,01 بين درجات أفراد العينة في التربية الجنسية تبعا لمتغيرات الدراسة ( الحالة الاجتماعية والعمر والتعليم والمهنة للأم).
3-وجود علاقة ارتباط طردي عند مستوى دلالة 0,01 و 0,05 بين محاور استبيان دور الأم في التربية الجنسية لابنتها وبعض متغيرات الدراسة (عمر الام– تعليم الام-عمل الام – عمر الفتاة – مستوى الفتاة التعليمي )
4-وجود علاقة ارتباط طردي بين علاقة الفتاة المراهقة بأمها والتربية الجنسية للفتاة المراهقة عند مستوى دلالة 0.01
5-ان دور الام في الترببة الجنسيسة لابنتها يتاثر بالدرجة الاولى بالتعليم بنسبة 82.8% ، يليه عمر الأم بنسبة 70.1% ، ويأتي في المرتبة الثالثة عمر الفتاة بنسبة 63.1% ، وأخيرا في المرتبة الرابعة مهنة الأم بنسبة 58.1%
في ضوء نتائج البحث أوصت الباحثة بما يلي :
توعية الأمهات بأهمية کسر حواجز الخجل غير المبرر لتحقيق مصلحة بناتهن ، و التعامل مع الفتاة منذ الصغر بشکل واضح من حيث تعريفها بهويتها الجنسية وکيفية المحافظة على سلوکياتها بالتربية الجنسية السليمة.
تعزيز العلاقة بين الامهات وبناتهن المراهقات ليصبح بينهن حوار مفتوح في جميع الامور الخاصة بالفتاة وما يتعلق بامورها الشخصية وخاصة الامور الجنسية التي تحتاج الى معرفتها من مصدر موثوق ، وذلک من خلال اقامة الندوات والحوارات لتوعية الامهات باهمية هذا الامر من خلال الجمعيات الاسرية والشبابية.