الملخص :
إن الشکل هو العنصر المميز و المهم في العمل الفني بوصفة الأساس الذي يسعى الفنان إلى تشکيله والمتلقي إلى الاستمتاع البصري فيه وبالتالي تحقيق الإستمتاع باللغة التشکيلية الجمالية وأصبح هناک العديد من المتغيرات التي غيرت في صياغة الشکل وبالتالي إلى قراءة الشکل وفق متغيرات الدلالة التي أصبحت من خلالها ينتظم الشکل الجمالي في العمل الفني .
وتکون العلاقة بين الشکل والأرضية علاقة متبادلة وغير متبادلة والمقصود هنا أن يتحول الشکل إلى أرضية فيصعب تحديد الشکل عن الأرضية , وحينئذ تکون هناک علاقة متبادلة مثلها مثل علاقة السالب بالموجب , وعندما يکون هناک شکل مختلف عن الأرضية فلا تکون هناک علاقة السالب بالموجب , وتکون العلاقة هنا علاقة شکل بفراغ أو شکل بأرضية من جانب القيم الفنية والجمالية التى تحکم العمل الفنى وتنوع مجالات هذه العلاقة , وتحکمها .
وللمنظور أيضا دور فى إدراک الأشکال والأرضيات فى البعد الثالث الإيهامى , حيث يعمل الإدراک الحى کقدرة خاصة على تميز الخصائص المميزة للعلاقة التى تربط بين الشکل والأرضية فى الفراغ .
نستنتج مما يلى :
1.الأرضية أکبر من الشکل وهى عادة ماتکون أکثر بساطة , ولکن ذلک لا ينطبق على الدوام فهناک کثير من الصور کلوحات المصور الفرنسى ماتيس Matisse نجد فيها أن الاشکال أکثر بساطة من الأرضيات الکثيرة التشکيل , والتأکيد على الشکل فيها ناشىء من نفس بساطة أجزائه وتصنع تباين قوى مع أرضياتها .
2. الشکل يدرک غالبا فوق وأمام الأرضية وأحيانا يحدث بها فجوات کما هو موجود فى أغلب صور فازاريللى .
3. الأرضية يمکن إدراکها على أنها مسطح أو فضاء .
ويرى الباحث أن العلاقة بين العلاقة بين الشکل والأرضية من أولى العلاقات التى تواجه الفنان عند إنشاء عمله الفنى , فالفنان يصطدم بالتفاعل بين الشکل والأرضية بمجرد أن يخط أول خط له فى التکوين , وتتسم العلاقة بين الشکل والأرضية بالتفاعل والتکامل , مما يجعل من العمل الفنى کلا متکاملا له وحدته واتساقه , وامکانية التوصل إلى أسس عامى مرنة لتنظيم العلاقة بين الشکل والأرضية , واکتشاف معالجات فنية لاستحداث علاقات متغيرة للشکل والأرضية .