الملخص
إن دراسة الفنون المرتبطة بالبيئة والمتأثرة بها لابد وأن نتناول تعريفها وتوضحها کي يتسنى لنا فهم الفنون والتي قد تتداخل مع کثير من المفاهيم کالفطرة , البدائية , ومن هنا کان يجب معرفة تلک الفنون والاطلاع على أراء الفلاسفة والمفکرين , وذلک کتمهيد لعرض السمات العامة التلقائية , و التي يستشفها الباحث من خلال تحليل أعمال النحاتين المصريين, وذلک للتأکد على الدور العام تلعبه التلقائية فى الفنون .
أن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادي ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .
من هنا نجد أن " الرکيزة الأساسية للتلقائية هي الحرية , ولا تعنى هذه الحرية الفوضى , بل تعنى حرية قائمة على الاختيار النابع من ذات الفنان وبالتالي فإن الفن التلقائي على طرف النقيض مما يسمى (الفن العشوائي ) لأن الفن العشوائي تشيع فيه الفوضى.
وتهدف الدراسة إلى تحديد مدى الاستفادة من النحت المصري المعاصر واعتباره مدخل للفن التلقائى ومدى تأثير البيئة على الفن التلقائى والفنانين المصريين،و الاستفادة من بعض أعمال الفنانين المصريين المعاصرين لتعميق الوعي بأهمية التفاعل بين الفنون التشکيلية والنحت التلقائي و تعميق الوعي بأهمية القيم التشکيلية داخل أعمال الفنانين المصريين المعاصرين التي تناولت استخدام العناصر العضوية والهندسية في النحت، والوصول إلى إيجاد علاقة توافقية تجمع بين العناصر العضوية والهندسية والمضمون في النحت التلقائي.
وتناولت الباحثة مفهوم التلقائية في اللغة العربية من فعل " لقي " ويشتق منه لفظ تلقاء بمعني الجهة والموازاة وهنا نلمس من المشتق المباشرة ، أي دون حائل ويدعم هذه الثمه المصدر من الفعل : تلقائيا : وهي تعني من ذات النفس، إن التلقائية هي نوع من النشاط الحر أو الاختياري , وهو صادر من ذات الفنان دون تفکير عميق أو تعمد وأن التلقائية تنبع أولا من اللاشعور الداخلي فيستطيع الفنان التنفيس عن مشاعره وأفکاره من خلال إخراجها إلى العالم الخارجي (المادي ) بصورة تبتعد عن التقيد أو الإجبار .
ثم تناولت الباحثة النحت المصري واعتباره مدخلا للفن التلقائي الذي کان له دور في ذلک فنجد أعمال الفنان ( محمد حسين هجرس 66 سنة ) , يضمن إبداعه جانبا من کل من هذه الصفات الثلاث : العبقرية ..والموهبة ..والبراعة , ويشکل معلما على طريق فن التمثال، ويعتبر هجرس الذي أبدع تماثيله مجسدا آلام المجتمع والناس و يستمد موضوعاته من تجربته ومشاهداته ورؤاه من البيئة الثقافية والطبيعية , مستخدما الرمز، ومن الفنان (محمد حسين هجرس) إلى النحات (محمد العلاوى) والذي قام بالصياغة ألحديثه للمفاهيم القديمة خاصة ان المثال الحديث يواجه عالما متغيرا لم يسبق له ان اختبره , فأدخل مبتکرات جديدة معاصره , تتيح للمثال طرح أبجديات جديدة على العمل النحتي و يعتبر النحات (محمد العلاوى) من النحاتين المعاصرين الذين استهواهم الفن القديم فاستلهم من ذلک الفن , من خلال نظره تأمليه والتفکير العميق _روحه دون تقليد او محاکاة , کما ان أعماله تتسم بالوعي والتعبير عن فکره واضح متعددة الناصر مبلورا بها فى نهاية الأمر أسلوبا خاصا يجمع بين الشکل الواقعي والتجريدي والرمزي فى نسيج متقن .
وخلصت الدراسة إلى أن هناک استفادة من من النحت المصري کمدخل لتشکيل نحت التلقائيين.