الملخص
استهدفت هذه الدراسة تقصي وتفسير العلاقة بين سوء استخدام الإنترنت من جهة ومستوى التوافق الأسري وذلک بالتطبيق على عينة من طلاب جامعة الکويت، وکان حجم العينة (345) مفردة، واستخدمت الدراسة مقياس سوء استخدام الإنترنت ومقياس التوافق الأسري. کشفت الدراسة عن أن متوسط درجة المبحوثين يعادل حوالي (80%) من الدرجة العظمي للمقياس، هذا يعني ارتفاع مستوى سوء استخدام الإنترنت، ولا توجد فروق دالة إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث متوسط الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغيرات: الجنس، السن، السنة الدراسية، نمط الوالدية (p>0.05)، بينما توجد فروق جوهرية بين مجموعات العينة على مقياس سوء استخدام الإنترنت حسب متغير محافظة الإقامة ومتغير مستوى التحصيل (p < 0.05)، حيث ينخفض سوء استخدام الإنترنت لدى المبحوثين من محافظة مبارک الکبير، بينما يرتفع لدى مجموعة المبحوثين من محافظة حولي ومحافظة الفروانية. أما حسب متغير مستوى التحصيل، فقد تبين انخفاض متوسط الدرجة على مقياس "سوء استخدام الإنترنت" لدى الطلاب ذوي التحصيل المرتفع، بينما يرتفع سوء استخدام الإنترنت لدي مجموعة الطلاب ذوي التحصيل المنخفض، والطلاب ذوي التحصيل المتوسط. من جهة أخرى، تبين من الدراسة أن التفاعلات الثنائية بين المتغيرات المستقلة لم يکن لها تأثير في الدرجة على مقياس سوء استخدام الإنترنت. ومن حيث التوافق الأسري تبين من الدراسة أن متوسط درجة المبحوثين يعادل (66.2%) من الدرجة العظمي للمقياس، ولا توجد فروق دالة إحصائياً بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس "التوافق الأسري" حسب متغيرات: الجنس، السن، محافظة الإقامة، السنة الدراسية، مستوى التحصيل (p>0.05)، في حين توجد فروق بين مجموعات العينة من حيث الدرجة على مقياس التوافق الأسري حسب متغير نمط الوالدية(p <0.05)، حيث ينخفض التوافق الأسري لدى المبحوثين المنتمين لأسر أحادية الوالدية مقارنة بالمبحوثين في الأسر ثنائية الوالدية. کما أن التفاعل الثنائي بين هذه المتغيرات لم يکن له تأثير في الدرجة على مقياس التوافق الأسري باستثناء التفاعل بين الجنس ومحافظة الإقامة (p < 0.05)، حيث ينخفض متوسط درجة المبحوثين الذکور من محافظة حولي على مقياس التوافق الأسري مقارنة بمتوسطات درجات کل مجموعات العينة. من أبرز نتائج الدراسة أيضاً وجود ارتباط عکسي (سالب) بين سوء استخدام الإنترنت من جهة والتوافق الأسري من جهة ثانية،أي أنه کلما زاد سوء استخدام الإنترنت انخفض التوافق الأسري، وکلما انخفض سوء استخدام الإنترنت زاد التوافق الأسري، وقد تأکدت هذه النتيجة عند تقصي معنوية الفروق بين مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري حسب مستوى سوء استخدام الإنترنت، فالمبحوثون ذوو المستوى المنخفض على مقياس سوء استخدام الإنترنت حصلوا على متوسط مرتفع في الدرجة على مقياس التوافق الأسري، أما المبحوثون ذوو المستوى المرتفع على مقياس سوء استخدام الإنترنت فقد حصلوا على متوسط منخفض في الدرجة على مقياس التوافق الأسري, ومن حيث أثر التفاعل الثنائي بين مستوى سوء استخدام الإنترنت والمتغيرات الديموجرافية،فقد تبين من الدراسة أن مستوى سوء الاستخدام بالتفاعل مع الجنس هو التفاعل الوحيد الذي أحدث تأثيراً جوهرياً في الدرجة على مقياس التوافق الأسري حيث إن مجموعة الإناث ذوات المستوى المرتفع في سوء استخدام الإنترنت هي اقل مجموعات العينة من حيث التوافق الأسري، أما المجموعة الأعلى توافقًاً فهي مجموعة الإناث ذوات المستوى المنخفض في سوء استخدام الإنترنت. وباستخدام التحليل التمييزي. وقد تبين أن المبحوثون الأعلى توافقاً ينخفض متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت، أما المبحوثون الأقل توافقاً فيرتفع متوسط درجتهم على مقياس سوء استخدام الإنترنت. ، وقد تبين أن الدالة التمييزية المستخرجة تفسر (100%) من التباين بين المجموعتين في التوافق الأسري(المجموعة عالية التوافق & المجموعة منخفضة التوافق)، ويأتي المتغير التاسع (X9) – وهو "إقامة علاقات مع الجنس الآخر" في مقدمة متغيرات سوء استخدام الإنترنت من حيث قيمة المساهمة في الدالة التمييزية المستخرجة، تلک الدالة التي صنفت (72.5%) من مجمل مفردات مجموعتي البحث تصنيفاً صحيحاً