يحوي الأثاث بعد ثقافي هام ويعتبر استجابة لعوامل معقدة ومتعددة وعقلانية، تشترط على المصمم أن لا يفرض الشکل على الفضاء، بل يستنتجه بصورة موضوعية من خلال الواقع الحياتي والبيئي المحيط به فتظهر أجزاء قطعة الأثاث متناغمة مع بعضها البعض ونابعة من البيئة المحيطة بها .  لکن الشيء الذي يضيف إلى الأثاث قوة ويکسبه جمال وقيمة فنية تستمر لعقود هو التعاون الفني بين مصممي الفنون التطبيقية وتزخر متاحف العالم بعدد من قطع الأثاث التي استمرت لقرون توضح مدي دقة الصانع ومدي تلاحم الفنانين والمصممين والحرفيين وتعاونهم على إتمام تلک القطع. بطريقة متناغمة وأسلوب واحد فنجد الزخارف الموجودة بالهيکل الخشبي للمقعد وکأنها مستمرة وممتدة داخل النسيج المستخدم في تنجيده. وکذلک فإن أعمال النحاس أو البورسلين الموجودة في أي قطعة تکون متناسقة ومکملة لمسطحات الأخشاب بمعالجاتها المختلفة.  وهنا تکمن المشکلة البحث في الحدود التي أقامها المصممين التطبيقيين بينهم وبين بعض في مجال تخصصاتهم والتي أدت إلي تراجع القيم الجمالية في کثير من قطع الأثاث المصنعة محليا. لذا يجب علي مصمي الفنون التطبيقية توحيد الصفوف وذوبان الحدود بينهم. ويهدف البحث إلي تحليل نموذج من قطعة أثاث لتحديد أوجه التعاون بين مجموعة من المصممين للنهوض بفن وصناعة الأثاث وانتاج قطع أثاث تتسم بصفات جمالية خالدة علي مدي عصور.