هدفت الدراسة الحالية إلي بناء برنامج قائم علي استراتيجية حل المشکلات لتنمية الذکاء الناجح لدي طفل الروضة، حيث أن تطوير قدرة الطفل على التفکير, وحل المشکلات يعد هدفاً تربوياً تضعه الاتجاهات التربوية الحديثة في مقدمة أولوياتها. وذلک لإکساب الطفل القدرة على التواصل الفعال من خلال حل مشکلاته الحياتية الحالية, والمستقبلية في ضوء مواکبة التطور, والتقدم المعرفي للعصر الحالي.
وتناولت الدراسة الحالية استراتيجية حل المشکلات بشکل ينمي مهارات الذکاء الناجح (التحليلية- الإبداعية – العملية) وتم إکسابها لطفل الروضة من خلال إثارة ذهنه لعدد من المشکلات التي تم تقسيمها إلي الثلاث محاور السابقة، فتناول البرنامج عدد (10) مشکلات يغلب عليها الجانب التحليلي لعدد من العوامل المحيطة بها للوصول إلي الحل مثل مشاکل (الضيف الأصم، الفصل المفقود)، عدد (10) مشکلات يغلب عليها الجانب الإبداعي, وابتکار أو انتاج أفکار غير مألوفة للوصول إلي الحل مثل مشاکل (السماء تمطر شيکولاته، کوکب أخر)، عدد (10) مشکلات يغلب عليها الجانب العملي, وتطبيق بعض التجارب, والأداءات للوصول إلي الحل مثل مشاکل (مهلبية الطماطم، ذوبان اللبان) مما أثبت البرنامج المستخدم فعاليته, وتنمية المهارات التحليلية, والإبداعية, والعملية. وحققت فروض الدراسة دلالاتها عند مستوي 0.01, وقد اعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجريبي ذو المجموعتين الضابطة والتجريبية في التطبيق العملي للبرنامج. وذلک باستخدام القياسين القبلي, والبعدي لمقياس الذکاء الناجح (أدوات الدراسة)، وکان من أبرز نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية علي أبعاد الذکاء الناجح الثلاثة لصالح تطبيق البرنامج. وقد أوصت الدراسة بضرورة الاعتماد علي استراتيجية حل المشکلات في تنمية الجوانب المختلفة في شخصية الطفل وأبعاد الذکاءات المتعددة مثل (الذکاء الوجداني، الذکاء المنطقي الرياضي، الذکاء المکاني........ ) وغيرها من أنواع الذکاء عند جاردنر.
لذلک نأمل أن تسهم نتائج الدراسة الحالية في تطوير المنهج المتبع لتعليم طفل الروضة، والحرص علي تناول الاستراتيجيات الحديثة في دراسات بحثية مسقبلية تغطي جوانب أخري لم تشملها الدراسة الحالية.