شهدت العقود الثلاثة الماضية اهتماماً أكاديمياً بالفوائد النفسية لنظرية اليقظة العقلية ، لدورها البارز والهام في علاج العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية ، والأكاديمية ؛ مثل: الإنطواء، والإنغلاق الذهني، والقلق، والاكتئاب، وحالات التوتر، من خلال التخلص من تلك الأفكار، والعادات ، وأنماط السلوك غير السوية، ومعالجتها، والتعايش معها بعقل منفتح، مما ينعكس بشكل إيجابي على تعزيز التنظيم السلوكي للفرد (Hwang & Kearney, 2013, 314)
تُعرف اليقظة العقلية في قاموس أكسقورد (2014) بأنها الحالة النفسية التي تحققت من خلال التركيز على الوعي في الوقت الحاضر، في حين الاعتراف بهدوء ، وقبول المشاعر، والأفكار، والأحاسيس الجسدية (Oxford Dictionaries Online, 2014).
وعرف ( Hassed, 2016) اليقظة العقلية بأنها مجموعة واسعة من التطبيقات ذات الصلة بالتعليم ، حيث تشتمل على تعزيز الصحة العقلية ، وتحسين التواصل ، والتعاطف، والارتقاء العاطفي، وتحسين الصحة البدنية، وتعزيز التعلم والأداء
تعريف اليقظة العقلية كمفهوم نفسي، تشير إلى أنها " مجال مرن للقدرة العقلية يكون غير مرتبط بوجهة نظر، ويسمح برؤية جيدة، ومنفتحة على كل الخبرات العقلية، والحسية للشخص، ومن دون إصدار أحكام" (Langer, 1992, 4).
ويُنظر إليها على كونها، الانتباه الواعي الموضوعي في اللحظة الحاضرة (Brown& Ryan, 2007, 8 ) ، كما تعني اليقظة العقلية من وجهة نظر نيف (Neff, 2003, 232) بأنها " حالة من الوعي المتوازن الذي يجنب الفرد النقيضين من التوحد الكامل بالهوية الذاتية ، وعدم الارتباط بالخبرة، ويتبع رؤية واضحة لقبول الظاهرة النفسية، والانفعالية ، كما تظهر أيضاً في الانفتاح على عالم الأفكار، والمشاعر، والأحاسيس المؤلمة، والخبرات غير السارة لدى الشخص، ومعايشة الخبرة في اللحظة الراهنة بشكل متوازن.