يتکون الجهار العصبي من وحدات تسمى الخلايا العصبية، ويبلغ عددها بجسم الإنسان حوالي 30 مليار خلية، وکل خلية تعتبر وحدة بنائية لا تتصل مع بعضها بنائيًا، بل تتصل مع بعضها کيميائيًا من خلال النبضات العصبية التي تتم عبر الناقلات العصبية (کالأستيل کولين، والسيروتونين، والأدرينالين، والنورأدرينالين، والجابا)، حيث إنه إذا تم استثارة جسم الخلية استثارة کافية تصل لحد العتبة الفارقة للنشاط تحدث عملية إطلاق لفعل الجهد الکهربي على طول محور الخلية، وفعل الجهد الکهربي عبارة عن شحنة کهربية نشأت عن حرکة الأيونات إلى الداخل والخارج عبر غشاء الخلية، وعندما يصل فعل الجهد الکهربي إلى نهاية محور الخلية فإنه يثير الحويصلات الموجودة في النهايات الطرفية للخلية العصبية والتي تختزن الناقلات العصبية لتدمج تلک الحويصلات مع غشاء الخلية وتصب محتوياتها (الناقلات العصبية) في منطقة المشتبک العصبي، الذي هو عبارة عن نقطة الاتصال بين خلية عصبية وأخرى، ويبلغ عدد تلک النقاط حوالي 100 ترليون نقطة بجسم الإنسان (عبد القوي، ٢٠٠١، ٥٧-٥٨).
ويتکون المشتبک العصبي من جزئين، أولهما: منطقة ما قبل المشتبک، وهي تتمثل في النهاية الطرفية لعصب ما قبل التشابک، وثانيهما: منطقة ما بعد التشابک، وتتمثل في السطح الخارجي لجسم الخلية التالية للتشابک (عبد القوي، ٢٠٠١، ٥٧-٥٨؛ مورجان، ريکر، ٢٠١٨، ١٦٤). فعذما تصل النبضة العصبية إلى نهاية محور الخلية تتسبب في إفراز مقدار ضئيل من المواد العصبية الناقلة التي تختزن في حويصلات کي تتسرب تلک المواد العصبية الناقلة في منطقة المشتبک العصبي لتستثير الشجيرات الخاصة بالخلية العصبية التالية لمنطقة ما بعد التشابک.