ان الانسان هو الوحيد من بين الکائنات الحية التي أعطاها الله "عز وجل" نعمة العقل والتفکير، وإنتاج وعمارة الأرض، فان تصرفات الانسان يکون ناتج عن طريقة تفکيره إذا کانت هذه الافکار أفکار عقلانية أو غير عقلانية، وقد تکون من ضمن الأسباب التي تؤثر علي أفکار الشخص ومعتقداته وخاصة الاطفال هي صورة الجسم لديه (هل هو راضي عن صورة الجسم الخاصة به أم لا)، فان صورة الجسم لدي الفرد قد تؤثر بشکل کبير علي تفکير الشخص ومعتقداته، فان هذه المعتقدات هي التي قد تسهم وتشکل المشاعر لدي الفرد وإظهارها أيا کان بشکل صحي أم مرضي.
ويُعد مفهوم الافکار اللاعقلانية من المفاهيم التي أثرت جدلا ونقاشا، مُوسعا بين جمهور المفکرين والفلاسفة وعلماء النفس، حيث يُعد من المفاهيم التي لها عمرو طويل جدا، ويعود بجذوره إلي أراء الفلاسفة في الحضارة اليونانية القديمة، لکنه مفهوم علمي له تاريخ قصير جدا. ويعد(Albert Ellis) من رواد نظرية العلاج العقلاني الانفعالي والتي طورها عام (1955) اذا أکد فيها ان الاضطرابات النفسية تولدها افکارنا، وانها لا تتولد عن الخبرات والحوادث التي يمر بها الناس وانما سببها المعتقدات التي يحملها الناس عن هذه الحوادث، قد تکون لاعقلانية، وبالتالي تؤدي الي اضطراب الناس وقلقهم وجعلهم أناس غير فعالين وغير سعداء، فاذا تحرروا من هذه الأفکار اللاعقلانية فانه من الصعب عليهم أن يقعوا فريسة سهلة للاضطرابات العاطفية او علي الاقل فإنها لا تدوم(مني إبراهيم البنوي، 2005: 22).