تعد حاسة السمع بمثابة الجسر الرابط بين الفرد وما يحيط به من أشياء وأشخاص فإذا فقدت هذه الحاسة أو ضعفت فإن الفرد يتخذ من محاولة للتکيف مع العالم المحيط به أحد أمرين ، أولهما : إما أن يقبل هذا الوضع ويعيش کفرد معوق وينعزل عن أفراد المجتمع متجنبًا أي تفاعل شخصي اجتماعي مع الآخرين ، وثانيهما : إما أن يواجه المجتمع وهو محروم من أهم الوسائل التي تسهل له عملية الاتصال بالآخرين ، وهذا يؤدي بدوره إلى إعاقة نموه النفسي والمعرفي ، والحد من مشارکة وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه في المجتمع. ( شيرين عبد الوهاب ، 2005 : 2 )
وکذلک تعتبر الإعاقة السمعية في کافة أشکالها من أصعب وأخطر أنواع الإعاقات ، فنجد أن أخطر ما يترتب على الإعاقة السمعية هو عدم استطاعة الطفل المشارکة الإيجابية في عملية اکتساب اللغة اللفظية التي تعد أکثر أشکال الاتصال والمفاهيم شيوعًا بين الناس ، بما يؤثر على نموه العقلي والمعرفي ويعوق عملية التعلم 0 ( جميلة عماد ، 2016 : 23 )
حيث أن من حق المعاق على مجتمع مساعدته في تحقيق أفضل استثمار ممکن لقدراته الحالية حتى يستطيع أن يعيش حياة أقرب ما تکون إلى الحياة العادية ، وحتى نرفع مستوى نوعية هذه الحياة يکون عضوًا نافعًا ومنتجًا لنفسه و لوطنه 0 ( إيمان فؤاد ، 2014 : 3 )
فليست التربية الحديثة أخبارًا مجردة و کتبًا تحفظ و لکنها تربية عملية حية تعطي للتلميذ کثيرًا من الحرية ، وتعوده الاعتماد على النفس ، والمثابرة على تقوية ملکة التفکير لديه ، کما تعمل على التقدم المستمر من حسن إلى أحسن ، وتفکر في الحياة الاجتماعية0 ( إيمان الکاشف ، 2012 : 49 )
ويعد تعلم الاستقلال و الاعتماد على الذات مطلب أساسي من مطالب الطفولة المبکرة ، فالطفل بطبيعته يميل نحو الاستقلالية في بعض أموره مثل : تناول الطعام والشراب وارتداء الملابس وهذا يمنحه الشعور بالثقة 0 ( حنان العناني و آخرون ، 2001 : 70 )
کما أن تنمية الاستقلال لدى الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يبدأ بتدريبه على إطعام نفسه أو الذهاب إلى الحمام ، ويتدرج حتى يصل إلى ارتداء ملابسه بنفسه فيقل اعتماده على والديه ويحل محله اعتماده على نفسه واستقلاله عن الآخرين في بعض أمور حياته اليومية و عنايته بذاته 0
(أحمد عبد المعطي ، 2001 : 17)
حيث أشارت دراسة هيفاء عبد الرحمن (2008) عن أثر برنامج تعليمي لتنمية المهارات الاستقلالية لدى أطفال التربية الخاصة وهي مهارات العناية الشخصية و أظهرت أهم النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اختبار المهارات لصالح المجموعة التجريبية وتعکس هذه النتيجة أثر البرنامج التعليمي لتنمية المهارات لدى تلاميذ التربية الخاصة 0
ويعد التعلم التعاوني من الاستراتيجيات الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتنشيط أفکار الأطفال الذين يعملون في مجموعات ، يعلم بعضهم بعضًا ، ويتحاورون فيما بينهم بحيث يشعر کل طفل من أطفال المجموعة بالمسئولية تجاه مجموعته ، إضافة إلى أن استخدام هذه الإستراتيجية تؤدي إلى تنمية قدرة الأطفال ضعاف السمع على استخدام التعاون في مختلف مناحي الحياة حيث تمتد أثر هذه الإستراتيجية إلى تدريب الطفل على العمل التعاوني في المجتمع 0
فإشراک الطفل مع غيره في التعلم التعاوني يدربه على الانتقال من الفردية إلى الجماعية أي الانتقال من الأنا إلى حالة نحن ، فالتعلم التعاوني تخضع الطفل إلى عمليات مليئة بالأجواء النفسية والعاطفية والانفعالية القابلة للتعديل ومنها المشارکة الوجدانية ، والتضامن ، والمنافسة الموجهة ، والتعاون ، واحترام الآخرين ، والطاعة والقيادة 0 ( Abell , 2000, P180 : 168 ) وقد أشارت بعض الدراسات ومنها دراسة ( وليمز & جونس Williams & Joes , 2004) ودراسة رامن & جيس Ramni & Geetha , 2005) إلى فحص إمکانية تکوين أنشطة من خلال التعلم التعاوني لتنمية النمو الاجتماعي لصغار الأطفال والتعرف على تأثير اللعب التعاوني و مدى تأثير التعاون في حل المشکلات التي تواجههم ، وأسفرت نتائج الدراسات إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في النمو الاجتماعي وأن اللعب التعاوني عمل على زيادة الاتصال والتفاعل بينهم وأدى اللعب التعاوني إلى أداء أفضل للأطفال 0