تعد مرحلة الطفولة أولى مراحل حياة الإنسان، وتتخلل هذه المرحلة مرحلة تُسمى مرحلة الروضة "مرحلة ما قبل المدرسة", يلتحق فيها الطفل بمؤسسات رياض الأطفال, وهي تعد من أخصب المراحل التربوية والتعليمية في تشکيل شخصية الطفل وتکوينها من جميع الجوانب: الجسمية, والحرکية, والإدراکية, والعقلية, والانفعالية, والجمالية, والمهارية, وذلک لما يقدم للطفل من أنشطة معرفية وجسمية هادفة ومواقف اجتماعية, وممارسات علمية, وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية مختلفة.
ومن أبرز الجوانب الإدراکية الهامة لطفل الروضة هو تعلم المفاهيم الرياضية، ولذا ينبغى أن تنال الاهتمام الأکبر باعتبارها الأساس للمعرفة الرياضية، ومعرفة الأطفال لها تساعدهم على دراسة العلاقات التي بينها.
والمفاهيم عامة وبالأخص الرياضية هي الأدوات العقلية التي نطورها لتساعدنا على مواجهة ما يحويه العالم من حولنا من تعقيدات ومثيرات وأشياء وأشياء وأحداث متشابکة ومتلاحقة ،اذ أنه ان لم يعمل الانسان على احتوائها وتبسيطها ،فقد يتعذر فهمه للعالم من حوله.
ويوضح (محمد الطليطي، ٢٠٠٤: ١٧٠) أن تعلم المفاهيم يدعم اثراء البناء المعرفي للمتعلم ،حيث تسهل المفاهيم عملية ادماج التکوينات الشاملة العامة وما بينها من ارتباطات فرضية في البناء المعرفي للفرد، وتعلم المفاهيم يساعد المتعلم الاستنتاج والتطبيق وهذا بدوره يساعد على تفسير المعارف والمواقف والأحداث التي يتعرض لها سواء کانت جديدة أو غير مألوفة بالنسبة له .ومعنى ذلک أن تعلم المفاهيم يساعد على انتقال أثر التعلم في المواقف المختلفة.
لذا تعد المفاهيم الرياضية أحد جوانب تعلم مادة الرياضيات الهامة، ولذا ينبغى أن تنال الاهتمام الأکبر باعتبار أن المفاهيم الرياضية هي الأساسيات الأولى لبناء مادة الرياضيات، وتعتبر المفاهيم أساساً للمعرفة الرياضية.
والمفاهيم عامة وبالأخص الرياضية هي الأدوات العقلية التي نطورها لتساعدنا على مواجهة ما يحويه العالم من حولنا من تعقيدات ومثيرات وأحداث متشابکة ومتلاحقة، إذا أنه إن لم يعمل الإنسان على احتوائها وتبسيطها، فقد يتعثر عليه فهمه للعالم من حوله.
ومن هنا فالمفاهيم الرياضية هي الدعائم الهامة التي تبنى عليها المعرفة الرياضية، وبالتالي فان هناک أهمية لتدريس المفاهيم في الرياضيات وأن دراسة البنية المعرفية لأى موضوع رياضي تبدأ بتوضيح المفاهيم التي تکونه وتنميتها بالأساليب المناسبة کإستراتيجية المشروعات أو أنشطة تعليمية قائمة على المشروعات.
ويشير (مهند عامر، 2014: 2) إلى أن المشروعات: "أي عمل ميدانى يقوم به الفرد ويتسم بالناحية العلمية ويکون هادفاً ويخدم المادة العلمية ويتم في البيئة الاجتماعية ويستخدم فيه المتعلم الکتب وتحصيل المعلومات کوسيلة نحو تحقيق أهداف محددة لها أهميتها".
کما أنه يشير إلى أن التلاميذ يقومون بتنفيذ بعض المشروعات التي يختارونها بأنفسهم ويشعرون برغبة صادقة في تنفيذها، وتنمو المشروعات من خلال تحدى الأسئلة التي لا يمکن الإجابة عليها بالتعلم الروتينى، کما أن المشروعات تخدم التخصصية وهادفة أى أنها تحدد أهداف التعليم وهي ليست ترفيه أو إضافة للمنهج الأصلى؛ لکنها أساسها البحث وترتکز على أسئلة أو مشکلة تقود الطلاب إلى المفاهيم والأسس في المادة التي يدرسها.
وبناء علي ما ذکر فإن لرياض الأطفال أهمية کبيرة في تهيئة الطفل علمياً واجتماعياً ونفسياً، وإعداده إعداداً مدروساً سليماً، فيتمکن بعد الانتهاء من فترة رياض الأطفال من الالتحاق بالمرحلة التعليمية الابتدائية الأولى بسهولة، ويکتسب من خلالها المهارة والخبرة التي لا يکتسبها الطفل في المنزل بأي حال، ومن أهم وظائف الروضة تشجيع الطفل وتحفيزه علي حب العمل في فريق والمشارکة ويکون قادر علي الاعتماد علي النفس، ففي هذه المرحلة يکتسب الطفل المفاهيم العلمية وخاصة الرياضية والمهارات بأنواعها اللغوية والاجتماعية والأخلاقية.