تعتبر مرحلة الطفولة من اهم المراحل التى توثر فى تشکيل الشخصية , وکذلک المراهقة , وکان اهتمام العلماء والباحثين فى الکشف عن ماهية هذه المراحل , وما يوثر فيها ايجابا وسلبا ,وعن العوامل المساعدة فى تطور الطفل بشکل صحى جسديا ونفسيا, وکذلک الظواهر والاسباب المؤثرة فى زيادة احتمالية الاصابة بالاضطربات النفسية, والانحرافات السلوکية فى الطفولة , ومن ثم المراهقة والرشد.
وتتضح قيمة الاسرة فى کونها توفر للوليد بيئة انسانية اجتماعية, فالاطفال الذين حرموا من الرعاية الوالدية داخل اسرهم الطبيعية, ممن نشئوا من مؤسسات او دور رعاية , ايا کان نوعها ومستواها,تضررت لديهم معظم جوانب النمو فى شخصياتهم , ابتداء من النمو الجسمى , وانتهاء بالنمو الخلقى والاجتماعى , مرورا بالنمو اللغوى والمعرفى والانفعالى (علاء الدين کفافى,2012, ص 98).
والأسرة غير الصالحة قد تسيء إلى الصغير نفسه وإلى حياته، بل وقد تسيء إلى مصير الجنس البشري کله حيث تخرج إلى المجتمع مواطنين غيرصالحين (عواطف ابراهيم شوکت,1990, ص 8-7 ) .
وقـد أصـبح مـن المعـروف أن للأسـاليب التـي يتبعهـا الوالـدان فـي تعـاملهم مـع أطفالهم الأثر الکبيـر علـى نمـوهم فـي مختلـف النـواحي العقليـة والنفسـية والاجتماعيـة ، وأن إتباع الأساليب السوية في المعاملة کالتقبل والتسامح والود والعطف وعدم القسوة هــا النمــو والديمقراطيــة تــرتبط بهــا خصــائص الطفــل الإيجابيــة ، حيــث يترعــرع فــي ظل والشـعور بـالأمن النفسـي ، والثقـة بـالنفس ، والقـدرة علـى التوافـق مـع الـذات مـن جهـة ، ومـع العلاقـات الاجتماعيـة مـن جهـة أخـرى بينمـا تـرتبط الأسـاليب غيـر السـوية فـي التعامل المتمثلة بالضغط النفسي والتشدد والضبط والتسلط ، واللوم والقسـوة ، والإهمـال والحمايـة الزائـدة مـع الخصـائص السـلبية للطفـل ومـع سـوء التوافـق النفسـي ، وتکـوين مفهوم الذات والضمير لديه ، وتؤدي إلى اضطراب الأبنـاء وانخفـاض مسـتوى الشـعور بالأمـان ، والثقـة بـالنفس ، والتوافـق فــي علاقـاتهم الاجتماعيـة ، کمـا أن تلـک الأســاليب تختلف من مجتمع لآخر ، ومن أسرة لأخرى