تعد مرحله الطفولة رکيزة هامة في حياة الفرد، ومصير نموه في المستقبل کما تتفق أدبيات التربية وعلم النفس على أن السنوات الست الأولى في حياه الطفل تعد من أهم السنوات في تکوين شخصيته وتشکيلها وتتحدد فيها اتجاهاته وميوله، حيث إنها مرحلة جوهرية وأساسية تستقر فيها أسس التربية وتبنى عليها مراحل النمو التي تليها، فما يکتسبه من قيم واتجاهات وأفکار وخبرات خلال هذه السنوات يظل ملازما له في حياته المستقبلية ولذلک کان الاهتمام بتربية الطفل والعناية به ضرورة ملحة حتى يستطيع استيعاب کل ما يحيط به (إيناس عبد الرازق، 2013: 24)، وهذا يحتم علينا کآباء ومعلمين أن نوفر للطفل بيئة تربوية سليمة غنية بمميزاتها ومنبهاتها يتعرضون لها، فيکتسبون في أثنائها العديد من الخبرات التي تعمل على توجيه نشاطهم إلى تحقيق وجودهم کبشر، وتعمل على تنميتهم جسميا وانفعاليا وعقليا واجتماعيا، ذلک لان فشل الطفل في حياته المستقبلية يرجع إلى أسباب عديدة من أهمها عدم تهيئة البيئة التربوية لکي ينمو يشکل متکامل.(مها جلال، 2014: 45)   ونظرا للتطور السريع في مجالات المعرفة المختلفة، وحيث إننا نعيش في عصر العلم وتکنولوجيا المعلومات، ذلک العصر الذي تسيطر فيه روح العلم على کل مشکلة من مشکلات حياتنا، فإن هذا يلقي بأعباء ثقيلة ومسئوليات خطيرة على المربين، من أجل مساعدة الأجيال الصاعدة على مواجهة هذا التطور العلمي، وأن يتجه التربويون إلى استغلال مرحلة الروضة کمدخل للتعليم العام باعتبارها مرحلةً تربويةً مهمةً في السلم التعليمي المعاصر لتعليم الطفل الکثير، قبل التحاقه بالمرحلة الأولى حيث أصبحت الآن فکرة "برونر" القائلة بأن أي مادة يمکن أن تدرس لأي طفل في أي سن، طالما بدأناها من مستوى الطفل، مبررا لکثير من المناهج التي توضع لصغار الأطفال. (کريمان بدير, 2011: 10)  ومن المتفق عليه أن مرحلة رياض الأطفال تعد من أهم مراحل تربية الإنسان في مرحلة تربوية متميزة وقائمة بذاتها ولها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوکية وسيکولوجيتها التربوية الخاصة بها، حيث أن هذه المرحلة هي بداية معرفة الإنسان واکتشافه للعالم الخارجي وتعد الخبرة المکتسبة في هذه المرحلة هي أساس خبراته التالية وتؤثر هذه الخبرات في تکوين عاداته واتجاهاته المختلفة سواء کانت سلبية أم ايجابية، وهى تبدأ في التکون في ظل المؤسسة الأولى وهى الأسرة وعند بداية إلحاق الطفل بأول مؤسسة رسمية وهى رياض الأطفال فيخرج من حيز الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الکبير من خلال مجتمع الروضة وهنا تتأثر عاداته واتجاهاته من خلال تفاعلاته في الروضة ومن خلال البرامج والأنشطة المختلفة التي تقدم فيها.