لقد کانت الإرهاصات الأولى لمصطلح المشاغبة تتم دراسته تحت مسمى الصعلکة Mobbing، وشاع استخدام هذا المصطلح في البلدان الإسکندنافية ويعني قيام طالب أو أکثر بمضايقة وإيذاء طالب آخر إيذاءً متکررا، وذلک عن طريق ممارسة بعض السلوکيات السلبية ضده، ثم استُبدِل هذا المصطلح بمصطلح المشاغبة (طه عبدالعظيم، وسلامة عبدالعظيم، 2010: 304).
والجدير بالذکر أن أول من أشار إلى مصطلح المشاغبة هو النرويجي أولفيوس Olweus في عام (1978)، وکانت هي البداية الحقيقية لهذا المصطلح، ثم تلا ذلک الاهتمام بإجراء البحوث والدراسات عن سلوک المشاغبة على مستوى العالم، ويُعد دودوج Dodge أول من تحدث عن سلوک المشاغبة بين التلاميذ في المدارس الأمريکية عام 1990، وريجي Rigy في استراليا عام 1991 (المرجع السابق 304 – 305).
ولقد تعددت وتنوعت تعريفات سلوک المشاغبة، ويتفق معظم الباحثين على أن هناک جدلاً کبيرا في تعريف المشاغبة، ويتفق کل (Boulton, 1997; Crick & Dodge, 1999; Sutton., Smith, & Swettenham, 1999) على أنه لا يوجد تعريف واضح ومقبول يتفق عليه جميع الباحثين لمصطلح المشاغبة (Cheryle, 2004: 3).
فيُعرف عبدالله شوقي (1999: 50) سلوک المشاغبة بأنه: " تصرفات وأفعال يخرج وينحرف بها الطالب عن المعايير الخلقية والتعليمية والاجتماعية، والتي تؤدي إلى استياء وسخط المعلم ومضايقته وتعطيل العملية التعليمية داخل الصف".
ويشير ما (Ma, 2001) إلى أن المشاغبة في أضيق حدودها تعني التحرش البدني بالآخرين (In: Cheryle et al., 2004: 4).
ويشير سميث (Smith, 2004: 98) إلى أن المشاغبة: سلوک يتکرر ضد الضحايا الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، ويمکن أن يکون لهذا السلوک آثار سلبية بالنسبة للضحايا على مدار من الوقت.
ويُعرف مصطفى مظلوم (2007: 85) سلوک المشاغبة بأنه: "إيذاء لفظي أو جسمي مباشر أو غير مباشر يرتکبه شخص أو أکثر ضد شخص آخر (الضحية) أقل قوة، وذلک على نحو متکرر ومتعمد بهدف کسب السلطة أو السيطرة عليه".
في حين يُعرف بومان (Bauman, 2008: 363) المشاغبة بأنها: " الاعتداءات الموجهة ضد الآخرين، ولها ثلاث صفات رئيسةهي: التکرار، وتهدف إلى إلحاق الضرر بالآخرين ( الضحايا)، وعدم التوازن في القوة بين المشاغب والضحية.
ويُعرفه هشام الخولي (2008: 125 – 126) بأنه: " سلوک يقوم في جوهره على الإساءة التي يوجهها شخص أو أکثر تجاه شخص آخر أقل قوة بشکل متکرر سواء کانت تلک الإساءة جسمية أو نفسية ( لفظبة، وغير لفظية) بهدف إيذاء الضحية ومضايقته".