اتفق عدد من الباحثين على أن هناک شيء من الصعوبة في تحديد مفهوم الوقت نظرًا لطبيعة الوقت ونظرة الإنسان إليه عبر العصور، إضافة إلى طبيعة الفکر والثقافة التي ينتمي لها الفرد والمجتمع. ومن هذا المنطلق کانت النظرة إليه معتمدة على النظرة الفلسفية التأملية، ثم الشعور به من خلال أثره وتأثيره على الإنسان والمجتمع ومناشط الحياة بشکل عام. ذکر محسن أحمد الخضري (2000: 15) أن مفهوم الوقت وفکرته کانت الشغل الشاغل لکثير من الفلاسفة والمفکرين عبر التاريخ الإنساني، ومنهم "أرسطو Aristo" الذي وصفه بأنه "تعداد الحرکة"، وفي القرون الوسطى عرّف "نيوتن Newton" الوقت بأنه "شيء مطلق يتدفق دائمًا بالتتابع والاتساق نفسه وبصرف النظر عن أية عوامل خارجية". وفي العصور الحديثة رأى "کانت Kant" أن الزمن ليس شيئًا موضوعيًا قائمًا بذاته، وأن الزمن يعود في الأساس لأداء العقل"