تعد الإعاقة من المشکلات متعددة الأبعاد، إذا لا تقتصر آثارها على الطفل المعاق، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع باعتباره طاقة حيوية مفقودة، وتختلف هذه الآثار بحسب نوع الإعاقة ودرجتها، حيث أن الإعاقة العقلية أشد وطأه من الإعاقة الجسمية، فکلما اشتدت درجه الإعاقة زادت معوقات الاندماج الاجتماعي بالإضافة إلى أثار اقتصادية واجتماعية عديدة مترتبة على الإعاقة الجسمية، وکلما اشتدت درجة الإعاقة زادت معوقات الاندماج الاجتماعي بالإضافة إلى الاثار الاقتصادية والاجتماعية العديدة المترتبة على الإعاقة.                   (رشا بدوي:2016، 28) وفى ذلک يؤکد (أيوب ،2011) بأنه لا يمکن لمخططي برامج  التنمية المختلفة أن يغفلوا أهمية العمل الجاد والدؤوب لتطوير الخدمات الصحية  والتأهلية والتعليمية للأطفال  المعاقين خاصة بعد ما أظهرت نتائج عديد من الدراسات والمسوح المحلية زيادة أعداد الأطفال العاقين عقليًا، إذا تحتل الإعاقة العقلية المرتبة الأولى من حيث معدلات ونسب انتشارها فقد بلغت حوالى 32.2% من نسبة الاعاقات الأخرى فى الوطن العربى وتصل فى مصر الى حوالى 22.2%  وهو ما يشکل نسبة 3% تقريبا من تعداد الأطفال المصريين من سن 5 سنوات إلى 16 سنة، وتقدر أعدادهم بحوالي (10) مليون طفل معاق تقريبًا. ويؤکد (عبد الصبور منصور محمد: 2017، 18: 21) أن هذه الفئة تمثل حوالى (2.14%) من إجمالي عدد السکان حسب توزيعها على المنحنى الاعتدالي، وتتضمن فئة التخلف العقلي الخفيف، وتتراوح معدلات ذکاء أفراد هذه الفئة ما بين (70-50) على أحد مقاييس الذکاء المقننة، ويمکنهم تحصيل قدر من التعليم حتى مستوى الصف الخامس الابتدائي تقريبًا، وهم لا يستطيعون مواصلة الدراسة وفقًا للمعدلات والمناهج العادية إلا أنهم يمتکلون القدرة على التعلم بدرجه ما إذا ما توافرت لهم خدمات تربوية، فهم يتعلمون ببطء شديد، لذلک يمکنهم تعلم المواد الدراسية المقررة في سنة دراسية واحدة مثلما هو الحال بالنسبة للطفل العادي، ويبدي بعضهم استعدادًا للتعلم في بعض المجالات المهنية، لذا يمکنهم ممارسة بعض الأعمال والحرف التى يستطعون عن طريقها إعالة أنفسهم، کما يحتاج هؤلاء الأفراد إلى نوع خاص من الإرشاد النفسي لمواجهة الأزمات الرئيسية في الحياة. ولا يظهر التخلف العقلي لدى أطفال هذه الفئة خلال مرحلة الطفولة المبکرة، ولکنه يظهر بشکل يمکن ملاحظته في الأنشطة العقلية طبيعيًا إلى أن يظهر عجزه عن التعلم في المدرسة. قام شارون (SHARON: 2008) بدراسة أهمية مساندة معلمي التربية الخاصة الذين يدرسون للأطفال ذوى القدرات العقلية المنخفضة في بيئات المدن، وهدفت إلى تقييم کفايات معلمي التربية الخاصة الذين يسهمون في تعليم ذوى الإعاقة العقلية في مختلف أنحاء البلاد، وتشير البحوث إلى تدني ظروف العمل  وقلة المساندة الادارية وتدنى مستوى الاستعداد، الذي يؤثر على الاحتفاظ بعدد من معلمى التربية الخاصة لتدريس ذوى الإعاقة العقلية، وهدفت أيضًا إلي اختبار وجهات نظر المعلمين المبتدئين في مجال التربية الخاصة، واستخدم هذا البحث النوعي طريقة دراسة الحالة لمقابلة معلمي التربية الخاصة العاملين فى نماذج خدمة مختلفة وتکونت عينة الدراسة من معلمين مبتدئين وقدامى ممن يعملون على تدريس الطلبة ذوى الإعاقة العقلية في بيئة نيوجرسي، وتوصلت الدراسة إلى احتياج هؤلاء المعلمين إلي مجالات متعددة من الکفايات والمهارات للتدريس للطلبة ذوى الإعاقة العقلية. ويذکر (عبد الهادي الدوسري: 2015) بأن معلمي التربية الخاصة يعملون ويتعاملون مع تلاميذ تتفاوت قدراتهم وتتباين احتياجاتهم وتتمايز خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وفي أغلب الأحيان يتم تدريب المعلمين والتحقق من واقع الکفايات المهنية اللازمة لمعلمي تلاميذ ذوي الإعاقة الفکرية وأهميتها من وجهة نظرهم. کما تبنت الجمعية الأمريکية للإعاقة العقلية والتطوريةAssociation Intellectual Developmental Disables 2008  Americanموقفاً مطالبا بدعم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية بأنشطة معينة من خلال برامج خاصة فى تسعة مجالات هي: النمو الإنساني، التعليم، الحياة المنزلية، الحياة المجتمعية، العمل، الصحة والسلامة، السلوک، النمو الاجتماعي، الحماية والدفاع عن النفس، مع مراعاة أنه کلما ضعفت شدة الإعاقة العقلية صارت الحاجة إلى الدعم في هذه المجالات أقل.