يعد علم النفس من العلوم الإنسانية التي تسعى إلى دراسة السلوک الإنساني في مواقف متعددة وفهمه والتنبؤ به والتحکم فيه، وحل جوانبه الغامضة وغير المتوافقة. وبما أن الزواج والحياة الزوجية من أهم الأحداث السلوکية في حياة کل فرد، فإن البحث الحالي يسعى إلى توظيف إمکانات علم النفس في تناول الحياة الزوجية فالزواج بالنسبة لمعظم الناس العلاقة الأکثر حميمية والتي يقيمونها بإرادة والزواج قد يکن في نفس الوقت أحسن أو أسوء ما يحدث للشخص، فعندما تنجح العلاقة ستکون مصدر إشباع للشخص وتشعره بأنه ينتمي للنصف الأخر وتمنحه القوة لمجابهة المصاعب. وعندما تفشل العلاقة الزوجية فإنها تؤدي إلى التعاسة أکثر مما يتصور الشخص. (Eiden, 1995: 32) کما أن الزواج من أقدم النظم الاجتماعية التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل وأکثرها استقرارا وقبولًا وإجماعًا عند کافة التجمعات البشرية والفلسفات والأديان السماوية على وجه الخصوص. فهذه جميعًا قد أجمعت على أهمية وضرورة الإيواء والسکنى تحت سقف الحياة الزواجية، وحثت على الاحتماء بها من الأخطار والسلوکيات الاجتماعية غير المقبولة. فوضعت له من التشريعات والقوانين ما يکفل قيامه على أساس قويم، يضمن انبثاق أسرة سليمة تکون أساسًا لمجتمع سليم، فبالزواج يتم إشباع أهم الدوافع الفطرية وأقواها، وهي الدافع الجنسي، ودافع الأمومة ودافع الأبوة، وذلک في جو صحي سليم يسوده الحب والتعاطف، والزواج يعني أيضًا إکساب شرعية الوجود للوليد الإنساني وتحديد هويته وکينونته وانتمائه. (مشيرة اليوسيفي، 1990، 27)