تعد مرحلة الطفولة أولى مراحل حياة الإنسان وتتخلل هذه المرحلة مرحلة تُسمى مرحلة الروضة "مرحلة الروضة", يلتحق فيها الطفل بمؤسسات رياض الأطفال, وهي تعد من أخصب المراحل التربوية والتعليمية في تشکيل شخصية الطفل وتکوينها من جميع الجوانب: الجسمي, والحرکي, والإدراکي, والعقلي, والانفعالي, والجمالي, والمهاري, وذلک لما يقدم للطفل من أنشطة معرفية وجسمية هادفة ومواقف اجتماعية, وممارسات علمية, وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية مختلفة (هدى قناوى، 2004: 25) .
کما أن بناء شخصية الفرد يعتمد بالدرجة الأولى على السنوات الأولى من عمره کطفل, لذا تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان والتي يکون فيها أکثر قابلية للتأثر بالعوامل المختلفة المحيطة به, فالسنوات الخمسة الأولى من حياته هي التي تترک بصماتها على شخصيته وتترک أثرها فيه طيلة حياته, مما يجعل تربية الطفل وتعليمه في هذه المرحلة أمر يستحق العناية والترکيز (محمد عدس, 2005: 62).
ويؤکد (عبد الرازق محمود, 2005: 139) أن إعداد الأطفال للحياة خارج أسوار الروضة، وتدريبهم على أداء المهارات الحياتية المتطلبة منه في حياته اليومية, يفرض على الواقع التعليمي وبرامجه وأساليب التدريس دوراً يراعي هذا البعد المهم في جوانب إعداد أطفالنا في دور التعليم, وهذا الدور الجديد يفرض على الروضة أن تسمح بظهور مواهب الطفل عن طريق النشاط الحر والموجه, ومن ثم تزويده بمهارات منبثقة من حاجاته في جو مرح ومريح, وبيئة نشطة خالية من التعقيد .
وتؤکد مؤتمرات الطفولة على ضرورة التنويع في الأنشطة التربوية والعملية التي يمارسها الطفل في الروضة (مصطفى فهيم, 2005: 21),والأنشطة التعليمية التي تقوم المعلمة بإعدادها وتنفيذها في مرحلة رياض الأطفال تعتبر من العناصر الايجابية في تنمية المهارات وإکساب المفاهيم لدى الطفل، وترى (مها حسن, 2005: 234) أن الأنشطة في مرحلة رياض الأطفال تهدف بشکل أساسي إلى تهيئة الطفل والإعداد الجيد للتعامل مع متطلبات الحياة, وتشجيع روح الابتکار لدى الطفل, وإظهار مواهبه, وميوله, والحد من المشکلات النفسية التي يعاني منها بعض الأطفال کالشعور بالخجل والاکتئاب والانطواء, وأيضاً توضيح رؤية الطفل للأشياء, وبلورة تفکيره ومن ثم زيادة نموه العقلي.
وتُعد الأنشطة الموسيقية هي مجموعة الأعمال التي تقوم على استخدام العناصر الموسيقية الأساسية (اللحن,  الايقاع,  الهارموني) وفقا لصيغ وقوالب شبه محدده, والتي يمکن أن تقدم لطفل رياض الأطفال, والتي يمکن أن يستجيب لها طفل الروضة, ويشارک فيها کخبرة جمالية لازمة لتکوينه النفسي المتکامل المتوازن وهي في معظمها خبرة حسية بالإضافة أنها تهذب النفس وعن طريق الغناء يتعلم طفل الروضة القيم واللغة والنطق السليم, ويتعلم التعاون, وحب الآخرين وآداب الحوار, فالأنشطة الغنائية بصفة عامة تساعد على التکيف والتوافق مع البيئة (ساميه موسى, وسعاد الزناتى, 2007: 104).
وتعد الأنشطة الموسيقية من أکثر الطرق فاعلية في تيسير عملية فهم واستيعاب دروس المواد وغرس القيم, هذا بالإضافة إلى أن هذه الأنشطة من أهم الفنون التي تلعب دوراً أساسياً في بناء شخصية المتعلم منذ مرحلة الطفولة المبکرة, فالأنشطة الموسيقية تتنوع سواء في مضمونها أو أساليبها التي تستخدمها ومنها ما يؤدي على نحو فردي ومنها ما يؤدي على نحو جماعي, وعلى کل الأحوال تعتبر من أهم وسائل التربية الحديثة (هاني الدسوقي, 2012: 123).