تعتبر مرحلة رياض الأطفال من المراحل التى لها تأثير بالغ الأهمية فى حياة الأطفال، کما أنها تعد مدخلاً لإصلاح وتغير المجتمعات وتأهيلها للحاضر والمستقبل ، فأطفال هذا العصر ينشئون فى عالم يضم أشکالاً متعدد من تکنولوجيا المعلومات والإتصالات تؤثر على حياتهم وتشجعهم على اکتشافها والتفاعل معها.
وتصمم البرامج في رياض الأطفال على أساس فهم ديناميات التعليم لدى الطفل من خلال المحاکاة والتعلم الاجتماعي وتوظيف البرامج کخبرات لتنمية المفاهيم المختلفة عند الأطفال ويظهر ذلک عند تنفيذ المعلمات للأنشطة في الروضة من أنشطة حرکية وأنشطة فنية وأنشطة قصصية ودينية وأنشطة موجهة وغيرها حيث تمثل في مجموعة خبرات تراکمية للطفل تعکس شخصيته وتمده بکثير من المفاهيم عن مجتمعة وبيئته.(السيد عبد القادر شريف، 170:2007)
وانطلاقاً من الاهتمام المستمر والمتزايد لمرحلة الطفولة المبکرة لکونها الأساس في تکوين الشخصية الإنسانية والاهتمام بالإعداد الجيد لجميع المتعاملين مع تلک المرحلة العمرية وعلي رأسهم معلمات رياض الأطفال ،کان لزاما أن تظهر في الأفق مؤلفات تتناول علاقة هؤلاء الأطفال بالمستحدثات التکنولوجية التي أصبحت تسيطر علي جميع مجالات حياتنا ، ودور البالغين نحو تحقيق أکبر نفع من تعامل الأطفال مع تلک المستحدثات ،والوصول بالأضرار المتوقعة فيها إلي الحد الأدنى لها.(هناء محمد عبد الرحيم وآخرون، 1:2006).
وهذا ما أکدتة دراسات عديدة مثل دراسة کلاً من (عبد الکريم عبد الله ،2007)، (حسن شحاته، 2009)، (sasova,2011) ،(تسنيم حسين أبو عبيدية ،2011)، (Kol, suat, 2012)، (Hinostroza, others, 2013).
ويعد توظيف الأنشطة الإثرائية فى العملية التعليمية من أهم أشکال التعلم المقدم للطفل فهى تتيح الفرصة لزيادة المعلومات فيها لتوسيع الحصيلة المعرفية والإستقلال والإعتماد على الذات کما ترجع أهميتها إلى أنها تنقل الطفل من حالة المتلقى السلبى إلى حالة التفاعل الإيجابى أثناء التعلم کما أنها تخفف من صعوبة بعض الموضوعات التعليمية المجردة ،فهى تساعد المعلمات على إثراء العملية التعليمية بأنشطة تعليمية مبدعة. (فخرى رشيد خضر، 2015: 875)
وتعمل المفاهيم التکنولوجية على تبسيط الخبرات التعليمية وزيادة قدرة الأطفال على استخدام الأجهزة والأدوات التکنولوجية والقدرة على تفسير کثير من الظواهر الطبيعية المحيطة التى تثير اهتمامتهم،کما تزيد قدرتهم على استخدام المعلومات والخبرات التعليمية السابقة فى مواقف تعليمية جديدة وتتطور المفاهيم لدى الأطفال. (محمود محمد برغوث ، 2014: 815)
ولما کان العصر الحالى قد شهد تقدماً فى مجال تکنولوجيا المعلومات والإتصالات فقد أصبح اکتساب وتنمية المفاهيم التکنولوجية المعاصرة، وإتقان المهارات الأساسية لإستخدام تقنيات المعلومات ضرورة ملحة لما لها من دور هام فى تسهيل التواصل العلمى ، وأصبح استخدام الحاسوب وشبکة المعلومات من المتطلبات الرئيسية فى الأنشطة التعليمية المختلفة. (أسماء سلمان الشاوى، 2016: 4)
وتعتبر الأنشطة الإثرائية من الأشياء الهامة التى يمارسها الطفل حيث تثير تفکيرة وتوسع خيالة وتسهم الأنشطة الإثرائية بدور حيوى فى تکوين شخصية الطفل بأبعادها المختلفة ،وهى وسيط تربوى مهم يعمل على تعليمة ونموة ويشبع احتياجاتة ويکشف أمامة أبعاد العلاقات الإجتماعية التفاعلية القائمة بين الناس ،وتعد الأنشطة الإثرائية مدخلاً أساسياً لنمو الطفل من الجوانب العقلية والجسمية والإجتماعية والإخلاقية والإنفعالات والمهارية واللغوية.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى القيام بدراسات تنمى معرفة الطفل بالتطبيقات والمفاهيم التکنولوجية فى ضوء متطلبات العصر من خلال الأنشطة الإثرائية، ليس هذا فحسب بل وللمعلمات أنفسهم لان بذلک سوف تنعکس معلوماتها على الأطفال کدراسة (نيفين أحمد خليل ،2016)،( محمد التميمى ،2014) والتى هدفت إلى تنمية المفاهيم ومهارات التواصل الإلکترونى،کما أوصى کلاً من بضرورة تدريب معلمات رياض الأطفال على طرائق التعلم الذاتى والأنشطة الإثرائية وأهميتها وتنمية الحاجة الماسة لتطوير آدائهن التربوى بصورة مستمرة بما يتناسب مع التطورات والتجديدات التربوية والمعرفية والتکنولوجية وذلک فى سبيل إعداد الطفل ،ودراسة (إيمان عبد العزيز ،2008) ،(ساجدة أبو ماضى ،2011) والتى هدفت إلى تنمية المفاهيم والمهارات التکنولوجية وکذلک الحس التکنولوجى للأطفال.
إلى تنمية المفاهيم والمهارات التکنولوجية وکذلک الحس التکنولوجى للأطفال.