يعد الشعور بالرضا عن الحياة مطلباً من المطالب المهمة التي يسعى
إليها الفرد ويهدف لتحقيقه ويعتبر من وجهة نظر المختصين في مجال
 الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي ملمحاً من ملامح الشخصية السوية التي تعتمد عليه وتتصرف وفق إرشاده، حيث يشعر الفرد بمدى انعکاس هذا الشعور بالرضا على سلوکه وتصرفه وحياته بحيث لا يقوم على الاستسلام والخضوع والفشل. والرضا عن الحياة مصطلح شائع الاستخدام ويتکررا کثيراً في حياتنا اليومية, وغالبية الدراسات التي اهتمت بمجال الرضا عن الحياة اقتصرت على فئات تعاني من مشکلات نفسية واجتماعية وجسمية. ويمکن القول: إن الرضا عن الحياة هو تقديرٌ ذاتيٌّ شامل لنوعية حياة الشخص، يتکون لديه من خلال تقييمه لنوعية الحياة التي يعيشها في ضوء ما لديه من مشاعر واتجاهات، وقدرةٌ على التعامل مع البيئة المحيطة به؛ لتلبية حاجاته بشکل مُرْضٍ له، وإحساسه بالتقدير والتقبل، والرضا عن الحياة لا يعني الاستسلام والخضوع لعقبات الحياة، وإنما هو نوع من الادراک الواقعي للحياة، وإدراک بأن هناک أمورًا يُمکن السيطرة عليها، بينما توجد أخرى لا يستطيع الفرد السيطرة عليها، لذا عليه تقبلها والتعايش معها.