الأطفال هم براءة الحاضر وابتسامة وأمل المستقبل وعمادة ، وأمانة استودعها الله بين البشر فأوجب المحافظة عليهم ورعايتهم أيا کانت سماتهم ومهما اختلفت أجناسهم وأشکالهم وخصائصهم ، ويمر الأطفال عبر رحلتهم التطورية بخبرات ومواقف تؤثر علي نضجهم بجوانبه المختلفة(الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية) ، وسرعان ما تؤثر هذه الخبرات خاصة المؤلمة منها في نموهم الجسمي والعقلي والاجتماعي وتظهر آثارها علي سلوکهم وتصرفاتهم في حين أن آثارها علي الجانب الانفعالي الوجداني قلما تظهر بشکل مباشر
فقد تستتر إلي أن تستحوذ علي سلوک الأطفال بأنماط وأشکال سلوکية
مضطربة . والمجتمعات لا يمکن أن تواجه متطلبات الحياة القاسية وتحقق أهدافها في التقدم والرقي دون عنصر بشري فعال يتمتع بشخصية قوية ايجابية، لذلک اهتم علماء النفس والتربية بدراسة مشکلات الأطفال السلوکية في جميع المراحل التعليمية خاصة بعد أن توصل (آنسيري آري Ansari, Arya,2018) إلي استمرار آثار سلوکيات الطفل السلبية  في مرحلة ما قبل المدرسة علي
الطفل من الطفولة المبکرة حتى نهاية فترة المراهقة أي تؤثر عليه طيلة
حياته  والمدرسة مؤسسة تربوية اجتماعية ذات مهمة نبيله وهي أساس بناء الفرد والمجتمع وتکون شخصيته وتربيته وتزويده بالقيم والمثل العليا ، واکسابه المعارف والمهارات التي تساعده علي الاسهام في بناء مجتمعه وتنميته وتطويره علميا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا وسلوکيا وليست ملاحظة سلوکيات الطفل بالأمر العسير ولا علاجها بالأمر المستحيل ،فالمعلم الماهر الواعي هو الذي يتمکن من ملاحظة ورصد سلوکيات أطفاله وخصائص نموهم لتنشئتهم وتربيتهم على الشکل الذي يضمن لهم الأمن والاستقرار ويعينهم على أن يکونوا سواعد العطاء والبناء لمجتمعهم في المستقبل ويکونوا قادرين على استثمار کافة الامکانات والوسائل المتاحة لهم في العالم المحيط بهم بشکل ايجابي وفعال. وهذا ما أشار اليه (ديستا،ميني ليک وآخرون Desta, Menelik;et.al.,2017) في دراسته عن أهمية المعلمين في الکشف المبکر عن المشاکل السلوکية للأطفال وأنهم يلعبون دورا هاما في ذلک.  وتوصل إلى فعالية تدريبهم لتحسين قدرتهم على تحديد أکثر دقة لمشاکل الأطفال العاطفية والسلوکية. ومن ثم يتطلب الأمر وجود تربية تهدف الي تنمية الأطفال وتهتم بتکوين شخصيتهم وتنميه الأنماط السلوکية اللازمة للتفاعل وبناء العلاقات الاجتماعية المثمرة مع الآخرين والأطفال هم قادة المستقبل وأمل الأمة (سواء کانوا أطفال معوقين أو غير معوقين) وليست التربية عملية سهله، بل هي عملية معقدة ومستمرة مدي الحياة وعادة ما تظهر مشکلات في هذه المسيرة الطويلة يعاني منها الآباء والأمهات والمعلمين.