يمثل العلاج السلوکي نموذجا للاستراتيجيات العلاجية التي تستخدم مجموعة فعالة من الاجراءات الممتدة علميا من خلال قواعد ومبادئ وقوانين التعلم، وبصفة خاصة التعلم الشرطي، بالإضافة الى جميع التجارب والقوانين التي نتجت عن ذلک ومحاولة تطبيقها على اضطرابات الإنسان السلوکية، ودائما ينظر العلاج السلوکي Behavior therapy الى الأمراض والاضطرابات النفسية على أنها عادات سلبية متعلمة أي انها افعال شرطية منعکسة، ويسعى العلاج السلوکي هنا الى اطفاء او کف هذه الأفعال الشرطية وتکوين فعل منعکس شرطي وبديل وإيجابي.
وينحدر هذا المنهج من التجارب المختبرية ومن مبادئ التعلم ومبادئ تعديل السلوک او تغيير السلوک، ويقصد هنا السلوک المرضى ويقوم هذا المنهج في العلاج على فرضية مؤداها أن الأمراض النفسية ما هي إلا عبارة عن عادات سلوکيه متعلمة او مکتسبة ، ومن ثم يمکن علاجها في محو أو إزاله هذا التعلم . وإذا کانت هذه السلوکيات الخاطئة قد تعلمها الانسان عن طريق التعلم الشرطي أو التشريط أو الاقتران الشرطي، فإننا نقوم بعمليه "تشريط مضاد " بحيث نزيل من خبرة الإنسان ما تعلمة عن طريق الخطأ وتکون لديه عادات اخرى طيبة.
(عبد الرحمن العيسوي، 1997، ص 201)
والعلاج السلوکي يعنى اشياء کثيره مختلفة لکثير من الناس والعلاج السلوکي ليس مفهوم مکتشف حديثا بل هو مدخل علاجي . فالنظرية السلوکية المعاصرة والممارسات السلوکية تتميز بالتنوع الحاد ، وهناک خلاف حاد بين انصار المدرسة السلوکية يعکس الاتفاق مع اعتبار اهميه استخدام الوسائل العلمية في البحث والتقييم والممارسة في مجال السلوک الإدماني .
(Wilson, G.T. 1978, P.123-125)
وان تطور المداخل السلوکية ينتج من عدم القناعة في الخمسينات من القرن الماضي بالنماذج الخاصة بالتحليل النفسي وفشل المدخل الذى يشمل حل اللغز الخاص بالإدمان. نتيجة لذلک تباهت المداخل بالأسس العلمية التجريبية التي تم استخدامها بالرغم من الجدال القائم بين المعسکرات النظرية التنافسية. هذه النظريات السلوکية نشأت من نماذج التعلم المتطور من قبل Ivan Pavlov، Skinner. عرفت هذه النماذج کمستجيبات تقليدية. انشأت هذه المداخل نظره علم الامراض النفسية من دراسة مجموعه من السلوکيات التي تحدث خلل في الوظائف اکثر من نتائج التفکير العميق والمشاعر والافعال التي تم تصويرها کاحتمالات معززه. فالعلاج السلوکي قائم على الافتراض الفلسفي ان الفرد والبيئة في نظام تفاعلي للأحداث والشخص المتطور يتفاعل من الميلاد مع الظروف الخارجية في البيئة الاجتماعية والبيئية. سلوک الافراد يتأثر حيث يظل ثابتا او يتغير بطرق متوقعه. على اعتبار دراسة الخبرة مع العالم الخارجي فالکائن الحى يکتسب سلوکيات خلال دائرة الحياه وطبقا للنظرية السلوکية تصرفات الافراد يتم تعديلها عن طريق الخبرة التي ترکز في الاساس کعامل رئيسي للاستفسار العلمي والدوائي .
(Novaco, R.W, 1976, P.44-68)
وفى عام 1973 نشر الراحل Abraham Wikler فصل عن العوامل الشرطية لتعاطى الافيون وحدوث الانتکاسة. کان هذا الفصل هو الاول في مجال دراسة ادوار الشروط التقليدية التجريبية في عمليه الادمان .تفکير Wikler کان سابق للتعديلات السلوکية المعرفية المعاصرة للباحثين والممارسين بتحليل العلاقة بين الظواهر السلوکية والمعرفية. هذا الاتجاه يعتبر متعاطي المخدرات فرد نشط ومسيطر ذاتيا وليس ببساطه ضحيه للظروف او الشروط.
(Wikler, A.1973, P.85-100)
المدمنين افراد لديهم مشاعر وافکار ودوافع وکلها تلعب دورا هاما اثناء اکتساب وبقاء واستمرار السلوک الإدماني. ومدخل Wikler ثنائي المرحلة لتعاطى المخدرات يوضح بشکل افضل تطبيق نظريه السلوک التقليدي لفهم وعلاج السلوک الإدماني.(Wikler, A.1973, P.102-107)
الدافع النظري لتعاطى Naltrexone کتدخل علاجي يعتمد على نموذج Wikler ثنائي المرحلة بالإضافة الى الخبرة الواقعية التي توفرها علاج المرضى في العيادات الخارجية. توضح هذه الخبرة استمرار متعاطي المخدرات في قضاء وقت طويل في البيئات المرتبطة بتعاطي المخدرات. علاج Naltrexone يستخدم لوضع حد للرابط بين المثيرات الشرطية والاستجابات الشرطية فالمدمن يتخلص من خصائص التعزيز الغير شرطيه بالتخلص من افعالها. يظهر ذلک بشکل مباشر کمؤيد للنظرية السلوکية مع بعض التدخلات ومثل کافه العلاجات الاخرى فالعلاج يأتي بثماره في بعض الاحيان وفى البعض الاخر لا يفعل.(Wikler, A.1973, P.77-82)