تعتبر اليات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي لدى المواطنين والتي تستهدف بقاء الدولة ذاتها أحد أشکال الأفعال الإجرامية الإرهابية المکونة لجرائم تقنية المعلومات. تتمتع جرائم تقنية المعلومات بطبيعة خاصة تختلف عن الجرائم التقليدية، من ناحية مواصفات مسرح الجريمة، وطبيعة الدليل الثبوتي، والمهارات الواجب توافرها في القائمين على مواجهتها على اختلاف فئاتهم، کما تواجهها العديد من التحديات والإشکاليات، القانونية، والسياسية والجغرافية، والتقنية الفنية، التي قد تمکن المجرم المعلوماتي من الأفلات من العقاب. وفي ظل انتشار فکرة حروب الجيل الرابع الهادفة لتدمير الدول من الداخل دون الحاجة إلى خوض مواجهات مسلحة مباشرة معها، والتي يحتل تزييف وعي المواطنين وتوجيه إدراکهم مکان الصدارة في مخططاتها، فقد کان لزاماً علينا مدارسة دور وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بمواقع زراعة المحتوى في هذا التزييف وکيفية مواجهة ذلک.