علي مر التاريخ کان الإنتاج الفکري للإنسان هو المنبع الرئيسي للحضارة والتقدم، ويختلف هذا الإنتاج في إتجاهاته وتخصصاته، فمنها مايخدم مجال الفنون والآداب ومنها مايخدم مجالات الصناعة والخدمات وهو ما أثر تاثيراً فعالاً في الطبيعة والتصرفات البشرية ودفعها نحو التغير إلي الأفضل والأقوم لطبائعها وسلوکياتها وإستخداماتها لمواردها وتيسيير حياتها، ولقد کانت هناک نماذج فريدة من الإنتاج الفکري علي مر العصور أدت إلي تغيير جذري في الحضارة البشرية، وتأتي هذه النماذج من أصحابها عن طريق الإمکانيات الفريدة للشخص في التفکير والإبداع أو من خلال مهارات فرديةٍ لهم لايماثلهم فيها آخرون. وفي المجال الفکري والأدبي أثر قليل من البشر علي السلوک الانساني بوجه عام، فمنهم علي سبيل المثال المربي والمصلح الإجتماعي الکبير (جان جاک روسو)،  السويسري المنشأ الذي عاش فقيرا ومشرداً ومعذباً في الأرض جراء أفکاره، ورغم ذلک کانت لکتاباته ورسائله عظيم الأثر في حياة الانسان وحريته، فکان سبباً للثورة الفرنسية التي هزت أرکان العالم وغيرت وجه التاريخ وتقررت بعدها مبادئ حقوق الانسان وأنشأت نظم الحکومات لخدمة الشعوب لا لإستعبادها من خلال نظريته العقد الاجتماعي. وفي مجال العلوم لانستطيع أن نغفل دور العالم الألماني- الأمريکي (البرت أينشتاين) والذي من خلال أبحاثه وعبقريته الفذة إستطاع أن يغير مفاهيم العالم في الفيزياء، کإيجاد العلاقة بين الکتلة والطاقة المتحرکة کذلک النظرية النسبية، وأبحاثه في مجال الفضاء والزمن والمادة والمکان والطاقة والجاذبية. وأيضـاً( توماس إديسون) مبتکر المصباح الکهربائي و أول من إبتکر التسجيل الصوتي (الفونوجراف).  وهناک الکثيرون ممن إستطاعوا تغيير عالمنا إلي الأفضل، ولکي توفي البشرية لهؤلاء وأمثالهم وتابعيهم بعض أجورِهم، نشأ علم الملکيةِ الفکريةِ ليقرر وليحمي حقوق هؤلاء ويجزيهم أجرهم ليستمروا في الإبداع والعطاء، وأصبحت الملکية الفکرية تمثل ثروات هائلة لکافة مجالات النشاط الاقتصادي. لذلک سنقوم من خلال هذه الدراسة بالتطرق إلي سبل تسويق وإستغلال الملکية الفکرية تجاريا عن طريق البيع أو التنازل أو الترخيص، وأساليب   تحسين سياسة تسويق الملکية الفکرية لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وإستخدام تقارير المراجعة الدورية للملکية الفکرية بأشکالها المحاسبية والقيمية.