عرَّف البحث برسم المصاحف العثماني وأهميته ومزاياه، وحُكم مخالفته، وإعجازه، والقراءات القرآنية وأنواع الاختلاف فيها وأسبابه وفوائده، وعلاقة الرسم العثماني بالقراءات، وألقى الضوء على كلمات اتفق رسمها بالمصاحف العثمانية، وأخرى اختلف رسمها، وأظهر أثر اتفاق الرسم واختلاف القراءات في قضايا فقهية معاصره، بهدف إبراز القيمة العلمية للرسم العثماني، وتوضيح أواصر العلاقة بين العلوم الإسلامية بمدارسها مختلفة المشارب والاتجاهات، كالمدرسة النقلية التي ينتمي إليها عِلما الرسم العثماني والقراءات القرآنية من علوم القرآن الكريم، والمدرسة العقلية متمثلة في الاجتهادات والآراء الفقهية المعاصرة، وبيان أثر توطيد هذه الصلة في كشف مكنونات وجه جديد من وجوه الإعجاز القرآني في علاقة رسم كلماته وتعدد قراءاته بالتشريع.
وخلصت الدراسة إلى اكتشاف علاقة تفاعلية مستمرة ومتجددة بين الرسم والقراءات واستنباط الأحكام والتأصيل لها، وإثبات أن رسم المصحف معجز وإن لم يكن توقيفيًا، فهو بإلهام من الله تبارك وتعالى، وليس بمحض اجتهاد، وأوصى البحث بإثراء المكتبة القرآنية ببحوث تعنى بإظهار صلة علم رسم المصحف بالعلوم الإسلامية، وتوجيه الباحثين إلى مزيد من الدراسات المركزة في هذا الموضوع من خلال خطط