يتناول البحث حادثة انفجار محطة الطاقة النووية في تشيرنوبيل بالاتحاد السوفيتي في إبريل 1986م، فقد تطورت الطاقة النووية في الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، ونتيجة لهذا بدأت في تأسيس المفاعلات النووية، وقد وقعت حوادث نووية قبل تشيرنوبيل، تم التعتيم عليها من قبل السلطات السوفيتية. وکان انفجار محطة تشيرنوبيل نتيجة لمجموعة من الأسباب منها ما يتعلق بالعاملين ومنها ما يتعلق بتصميم المفاعل، وکان للحادث آثار خطيرة متمثلة في انتشار المواد المشعة في المناطق المحيطة بالمحطة وامتداد الغبار الذري لمناطق واسعة سواء داخل الاتحاد السوفيتي أو في أوربا، حاولت السلطات السوفيتية القيام بمجموعة من التدابير لمواجهة تداعيات الحادث کان من بينها إجلاء السکان وتطهير المنطقة من المواد المشعة. ولکن کان للحادث آثار متعددة الجوانب سواء على السياسة الدولية في إطار العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتوتر العلاقات بينهم خلال هذه الفترة، والذي انتهى بزيادة التعاون في مجالات السلامة النووية في إطار الوکالة الدولية للطاقة الذرية. وکذلک کان للحادث آثار صحية على الأشخاص الذين تعرضوا للمواد المشعة وآثار سياسية واجتماعية واقتصادية داخل الاتحاد السوفيتي، ساهمت في التعجيل بالانهيار الذي لحق به في السنوات التالية. وامتد تأثير الحادث ليشمل الدول المحيطة بالاتحاد السوفيتي في أوربا، وزيادة في القلق العالمي من الطاقة النووية. وحاولت الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة تقديم المساعدة لتخفيف آثار الحادث.