تعتبر بردية Lansing واحدة من برديات عصر الرعامسة التي تناولت رسائل تعليمية موجهة تهدف في المقام الأول إلى ترغيب الشباب في مهنة الکتابة، وکان السبيل في ذلک أن يعمد الکاتب إلى سرد عدد من المهن والحرف التي تسبب لأصحابها قدرًا من المشاق والتعب. وقد تناولت الفقرة (10.3) - (10.5) من بردية Lansing صورة أدبية أراد منها منها الکاتب أن يصف مشاق الجندية من خلال التعبيرات البلاغية. وعلى الرغم أن تلک الفقرة على وجه الخصوص لم تلقى من التحليل أو الدراسة سوى الترجمة أو التعليق اللغوي على بعض المفردات الواردة بها، إلا أنها تستدعي تساؤلات عدة حول مدى واقعية هذا المشهد الأدبي من عدمه. خاصة وأن المألوف في الکتابة الأدبية أن يُسمح للمؤلف بقدر من المبالغة والإبداع، وهو ما دفع البعض لأن يتعامل مع هذا المشهد في الفقرة بنظرة أدبية بحتة، إلا أنه على الجانب الآخر فلا يمکن للأدب أن يکون بمعزل عن واقع الحياة وتفصيلاتها، لذا فقد هدفت الدراسة لتحليل هذا المشهد في محاولة لتأصيل مفرداته من النواحي الفنية وکذلک اللغوية في محاولة لإثبات واقعيته التي لجأ إليها الکاتب لتکون هذه النصوص أکثر تأثيرًا وفاعلية في نفوس الشباب.