في ظل الطفرة التکنولوجية في العصر الحديث ومع انتشار الوسائط الرقمية بين الفئات العمرية المختلفة واتجاهها نحو استخدام الأجهزة الذکية و التي جذبتها بشدة نحو ممارسة الألعاب الإلکترونية، ومشاهدة أفلام الرسوم المتحرکة، والاستمتاع بکل هذه الألوان، کان لزاما على کتاب أدب الأطفال استثمار هذه الوسائط الرقمية فى توليد وتنمية المفاهيم والمهارات الثقافية والأدبية وإثرائها بصورة إيجابية، وإذا علمنا الدور الکبير الذي تلعبه هذه الوسائط الرقمية في حياة الأطفال إدراکا، وممارسة، وإبداعا، وتخيلا، ومعرفة وانفتاحا على الآخر، وتواصلا لا محدودا ببيئته المحيطة وکونه الکبير کان واجبا علينا - تحتمه الضرورة العصرية وتقتضيه الحاجة الإنسانية - أن نهتم بهم في کل جوانب شخصيتهم وبخاصة الجانب الثقافي الأدبي منها؛ للارتقاء بإنسانيتهم مطوعين في ذلک آليات التقنية الرقمية الحديثة لاستيعاب الأعمال الأدبية توظيفا واستثمارا بالقدر الذي يحقق الطموحات والرؤى المستقبلية التي تنشدها المجتمعات؛ لتواکب المکتسبات الحضارية وتنافس الدول المتقدمة. ومن هنا تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على أثر التحول الرقمي في توليد وإکساب وتنمية الثقافة الأدبية لدى هذه الفئة، بالإضافة إلى التعرف على عناصر العملية الإبداعية (المبدع/ النص/ المتلقي)، والأجناس الأدبية الرقمية (القصة/ النص الشعري/ النص المسرحي) ومدى تفاعلها واستفادتها من الوسائط التقنية الحديثة في تشکيل الخطاب الأدبي الموجه لهم، ثم جاءت الخاتمة لتوضح أهمية التحول الرقمي الذي أصبح واقعا مفروضا لا مفر منه، وبالتالي تجلى تأثيره بصورة واضحة على أطفالنا في حياتهم أخلاقيا وثقافيا وأدبيا.