إن المعجم الوسيط من أهم معاجم اللغة العربية في العصر الحديث ، وقد قام على تأليفه فريق من علماء اللغة وخبرائها ، استغرق عملهم فيه زمنا طويلا ؛ تأليفًا ومراجعةً وتنقيحًا ، ولم يدخروا جهدا في سبيل هذا کله ، کما دعَوا المختصين والمهتمين والباحثين في علوم اللغة عامة والمعاجم خاصة أن يقدّموا إليهم کل ما يرونه من ملاحظات أو استدراکات تتعلق بهذا المعجم ، ليراعوها في طبعاته المتوالية ، ولکنَّ کل عمل إنساني مهما بلغ لا يمکن أن يبلغ الکمال ، ومن ثَمَّ کان هذا البحث الذي يدور حول فکرة الاستدراک على هذا المعجم ، وعنوانه :                                    مُسْتَدْرَکان على المعجم الوسيط :           " بعض أصول الأفعال المفقودة ، وأفعال وُضِعَت في غير ترتيبها " وقد جاء هذا البحث في ثلاثة مباحث رئيسة : المبحث الأول (مبحث تمهيدي) : وعنوانه : المعجم الوسيط ، ودراسات سابقة في المُسْتَدْرَکات . المبحث الثاني : وعنوانه : بعض أصول الأفعال المفقودة . المبحث الثالث : وعنوانه : أفعال وُضِعَت في غير ترتيبها. وقد خلص هذا البحث إلى عدد من النتائج ، أذکر منها  : 1- إن للمعجم الوسيط مکانة علمية متميزة في العصر الحديث ، ولذلک وجب الاعتناء به ، والاستمرار في تقديم ما يتراءى للباحثين والمهتمين من ملاحظات تُسهم في أدائه لمهمته على الوجه الأفضل ، ومن ثم جاء هذا البحث الذي يُعنَى بالاستدراک على هذا المعجم في الأمرين المًشار إليهما سابقا . 2- إن المعجم الوسيط فقدَ بعض أصول الأفعال التي عملَ هذا البحث على استقصائها والتحري عنها في مصادر لغوية أخرى ؛ ککتب الأفعال والمعاجم ، وقد بلغ عدد تلک الأصول أربعين أصلا مفقودا ، أثبتها البحث بأدلتها من النصوص التي وردت فيها . 3. ينبغي ألا يُعتَذَر للمعجم الوسيط في فقده هذه الأصول بأنها - في معظمها - غريبة المعنى أو قليلة الاستعمال ، فلذلک تُرِکت عمدا لأن المعجم روعي في تأليفه الإيجاز والاختصار بقدر کبير ، فإن هذا غير صحيح من جهتين ؛ الأولى : أنه ذکر أفعالا أخرى أخذت من هذه الأصول ، وفيها هي أيضا من غرابة المعنى وقلة الاستعمال ما هو واضح جدا ، والجهة الثانية : أن المعجم ورد فيه ما لا يُحصَى من الألفاظ الغريبة والقليلة الاستعمال والنادرة ، بل المماتة على حد تعبير بعض المصادر القديمة والحديثة . 4. اتبع مؤلفو المعجم الوسيط منهج الترتيب الهجائي (الألفبائي) في الأبواب والفصول ، ولکن بعض الأفعال وردت في المعجم في غير ترتيبها الذي اقتضاه هذا المنهج ، وقد جمع الباحث ما استطاع من هذه الأفعال وعرضها على مصادر لغوية أخرى للتحري عنها ورَدِّها إلى ترتيبها الصحيح في المعجم ، وقد بلغ عدد تلک الأفعال أحد عشر فعلا ، أثبتها البحث أيضا بأدلتها من النصوص التي وردت فيها