عتبر الأمن الاجتماعي الرکيزة الأساسية لبناء المجتمعات الحديثة وعاملاً رئيساً في حماية منجزاتها و السبيل إلى رقيها وتقدمها لأنه يوفر البيئة الآمنة للعمل، والبناء، ويبعث الطمأنينة في النفوس ويشکل حافزا للإبداع والانطلاق إلى آفاق المستقبل ويتحقق الأمن بالتوافق والإيمان بالثوابت الوطنية التي توحد النسيج الاجتماعي والثقافي الذي يبرز الهوية الوطنية ويحدد ملامحها، حيث یکون من السهل توجيه الطاقات للوصول إلى الأهداف والغايات التي تندرج في إطار القيم والمثل العليا لتعزيز الروح الوطنية وتحقيق العدل والمساواة وتکافؤ الفرص وتکامل الأدوار(1).
ومن ثم فإن المتغيرات الثقافية السريعة النابعة من عدة مصادر کالثقافات المتعددة ووسائل الإعلام المتقدمة التي غيرت من شخصية الشباب وتوازنهم وولدت الکثير من التناقضات التي يعيشون ويتفاعلون معها بصورة يومية، وقضت فيها علىتأثير العوامل المکونة للشخصية وهي التنشئة الاجتماعية الوالدية لتحل محلها التنشئة النابعة من الثقافات الأخرى المتداخلة مع ثقافة المجتمع، وطاقة الشباب هائلة إن استغلت إلى خير فخير، وإلا ارتدت على المجتمع بالسلب، لذا يستوجب حماية الشباب من الانحراف الفکري حتى يکونوا على قدر کافٍ من الوعي الذي يجعلهم يصمدوا في مواجهة کل أشکال الانحراف، فالشباب بحاجة إلى رعاية مکثفة اجتماعياً ونفسياً وفکرياً وتربوياً، فهم بالدرجة الأولى المعنيون بالدراسة والاهتمام بما يتناسب مع متطلبات ومقتضيات العصر