يقصد بالتعرية المائية إزالة التربة بفعل المياه السطحية ونقل المواد المتآکلة بعيدًا عن نقطة الإزالة ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فقدان قطاعات کبيرة من التربات الخصبة نتيجة فصلها وإزالتها نهائياً من مواضعها الأصلية ، ومن ثم تنخفض الإنتاجية الزراعية و يندر وجود الغطاء النباتي مما يقلل من فرص صيانتها وحمايتها من التعرية وزيادة مقاومتها للانجراف ، کما تؤثر المواد المزالة بفعل التعرية سلباً على التربات المنقولة إليها لکوهها تعمل على تدمير مصفوفة التربة وتدهور خصائصها مما يؤدي إلى تصحر التربة  ، کما أن تسرب المياه بالتربة بکميات أکثر من معدلاتها الطبيعية يعرض صلاحيتها للخطر .
 وتحدث التعرية المائية في جميع أنواع التربة ولکن بنسب متفاوتة وفقاً لتأثير مجموعة من العوامل الجغرافية ککثافة التساقط المائي و الغطاء النباتي وتفاوت درجات حرارة التربة وانحدار سطح الأرض وطول المنحدر ، فمع زيادة طول المنحدر وميله يصبح الجريان السطحي أکثر شدة بغض النظر عن کمية المياه المتدفقة سيما إذا قلت کثافة الغطاء النباتي على ذلک المنحدر أو انعدمت ، مما يجعل القشرة السطحية للتربة مکشوفة لرخات المطر المتوالية وتعريتها ، فضلاً عن انحلال التربة مما يزيد من فرص حدوث التعرية المائية ، کما أن قابلية صخور الأساس التي تکونت منها التربة و ترتکز عليها أثراً بالغاً في شدة التعرية المائية ، فکلما زادت درجة صلابة تکوينها کلما قل الإجمالي السنوي للتعرية المائية منها والعکس.