لهوية النسائية في القصة القصيرة جدًا
"مجنونة الفناء" للوس مارينا بيرجارا کاراسکو و"قوارير" لشيرين طلعت أنموذجًا
تعد القصة القصيرة جدًا من الاتجاهات الأدبية الحديثة والتي تطبق الحکمة القائلة: "خير الکلام ما قل ودل"، أي أنها قصص کلماتها معدودة، غير أن بعدها کبير، تناقش قضايا اجتماعية وفلسفية وسياسية وغيرها من القضايا شديدة الأهمية.
ومن المثير للانتباه أن تجد کاتبتين شابتين تصدر کل منهما مجموعة من القصص القصيرة جدًا بنفس التاريخ- يوليو 2017- وعلى الرغم من أن کل منهن تنتمي إلى ثقافة مختلفة و بيئة مختلفة بل وقارة مختلفة، إلا أن الأدب النسوي جمع بينهما ونتج عنه حالة عجيبة من توارد الخواطرتأثرت بالدراسات النسوية وأثرت عليها.
هذا ما حدث بين الکاتبة التشيلية لوس مارينا بيرجارا کاراسکو والکاتبة المصرية شيرين طلعت في کتابيهما "مجنونة الفناء" و "قوارير" حيث نجد في کل منهما مجموعة کبيرة من القصص القصيرة جدًا التي تناقش بکلمات قليلة مشاعر عميقة وقضايا مهمة معظمها مرتبطة بالدراسات النسوية کما يتضح من العنوان الذي يشير في الکتابين إلى أن المرأة هي البطلة.
يتناول البحت تحليلًا مزدوجًا للقصص، فهو يشمل من ناحية دراسة بينية توضح علاقة الکتابين بالدراسات النسوية وکيف أنها أثرت عليها وتأثرت بها متناولة العديد من مشاکل المرأة، ومن ناحية أخرى دراسة مقارنة تبرز جوانب التشابه والاختلاف بين الکاتبتين وصولًا إلى نظرة شمولية تلقي الضوء على التشابهات والاختلافات بين المجتمعين، وکيف أن الفکر والأدب لا تفرقه حدود ولا مسافات، فالأدب يقرب البعيد ويلملم الأفکار بغرض الوصول إلى الهدف المرجو.