تُعد الفلسفة التربويّة رکيزة مهمة في أي مجتمع؛ من أجل الإصلاح والتنمية والتقدم، وقد حازت على اهتمام کثير من الفلاسفة، والمفکرين المسلمين قديماً وحديثاً وفي العصر الحاليّ، مثل: ابن سينا(ت428هـ)، وابن حزم( ت456هـ)، والغزاليّ ( ت 505هـ)، وابن خلدون ( ت808هـ) قديماً، ورفاعة الطهطاويّ ( ت 1873م) والإمام محمد عبده(ت 1905م) حديثاً، وطه حسين ( ت 1974م) في الفکر العربي المعاصر، وغيرهم.
وقد لامست حاجة المجتمع- لاسيما في بلدنا الحبيبة مصر- في الوقت الحاليّ إلى وجود فلسفة تربويّة تحاول إصلاح أوجه الخلل والقصور الذي اعترى النظام التربويّ والتعليميّ على الرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال، وقد وجدت في الفلسفة التربوية التي دعا إليها المفکر والأديب والفيلسوف الکبير طه حسين ضالتي؛ من أجل الإصلاح ما استطعت.
وقد تناولت بعض الدراسات السابقة فکر طه حسين التربويّ، وکان هذا التناول إما أن يُعْنَى بالجانب التعليميّ فقط من الفلسفة التربويّة مثل: الدراسة القيمة التي قام بها الدکتور مصطفى رجب، والتي کانت بعنوان " فکر طه حسين التربويّ بين النظر والتطبيق"، وإما أن يُبحث فکره التربويّ إجمالاً ضمن أفکاره الأخرى مثل: الدراسة القيمة التي قام بها الدکتور کمال حامد مغيث، والتي کانت بعنوان "طه حسين مصادره الفکرية- العدالة الاجتماعية- الديمقراطية- الحرية الأکاديمية- الفکر التربويّ- الهُويَّة الثقافية"، ولکنى رأيت ضرورة تسليط الضوء على ما يتعلق بالفلسفة التربوية فقط في فکر طه حسين حتى يمکن الإفادة منها في علاج مواطن الخلل في نظامنا التربويّ والتعليميّ.