ن الوجوه البلاغية تنويعات على اللغة تتحقق وفقًا للمنطوقات التقريرية والأدائية. والبحث البلاغى معنى بالکشف عما تحمله بنية الخطاب من قوة تعبيرية ممثلة فى اختلاف الغرض المضمن للقول الذى يتحدد درجة شدته أو ضعفه تبعًا للمقويات أو المضعفات الموجهة للمتکلم، أو المتلقى، أو المحتوى القضوى.
وتُعّدُّ التوجيهات بعدًا مهمًا للأفعال الإنجازية؛ حيث تحمل دلالاتٍ متعددةً، وتلوينات تأثيرية يدرکها المتلقى وفقًا لتأويلاته. وشرط الإخلاص يتمثل فى الرغبة الحاسمة فى محاولة المتکلم توجيه المتلقى إلى فعل شىء بعينه. ومن هنا وجد مفهوم الفعل، ومفهوم السياق، ومفهوم الإنجاز فى التداولية باعتبارها مؤشراتٍ على اتجاهات النص الأدبى فى النظرية الأدبية.
ويناقش البحث القوة (التوجيهية) بما تحمله من لوازم إضافية، وما تعزف عليه من أدوات تحسينية؛ لاعتماد الملفوظ أو تعديله؛ حيث تتفاعل الوظيفة الشعرية مع الوظيفة الإفهامية؛ لتوجه الناتج الدلالى للصياغة إلى المتلقى. کما يکشف عن مدى استخدام الصيغ التوجيهية وتوضيح أثر التشکيل الصوتى والوسائل المعجمية، والترکيبية، والخطابية، ووسائط ما وراء التلفظ فى تعديل القوة الناتج عن مسارين؛ السوسيو-نصى الذى يعمد إلى بيان قوة التوجيه، ورصد آليات الدلالات الاجتماعية المتولدة عنها. والسيکو- نصى الذى يتمثل فى أثر القوة فى تحريک الوازع، وبثّ الحافز فى الائتمار بعمل معين، أو الکف عن آخر، ورصد الدلالات النفسية الناتجة عنه.
ومن ثمَّ فإن تعديل القوة التوجيهية يوضح أن البلاغة فن الوصول إلى تعديل موقف المتلقى، ولا يجوز اختزالها فى فن من الفنون. ويکشف عن العلاقة الوثيقة بين أفعال الکلام الإنجازية وسياقاتها اللغوية وغير اللغوية. کما يؤکد أن وصف القوة، وتحديد سيکولوجيتها، وتعيين درجاتها من المداخل الرئيسة لتحليل الخطاب الأدبى بوجه عام، والخطاب القرآنى على جهة الخصوص.