ظهرت الکثير من النظريات التي تحاول الربط بين الجريمة بوصفها ظاهرة بشرية والمکان وخصائصه ، ويأتي في مقدمة تلک النظريات نظرية النشاط الروتينيّ التي تنص على : أن "الأفعال الإجرامية تتطلب التقارب في المکان والزمان للمجرمين ، والأهداف المناسبة وغياب الحماية الممثلة في عوامل منع الجريمة أو خفضها ؛ لذلک تستخدم هذه النظرية في شرح توزيع الجريمة ، ولاسيما على مستوى الوحدات التوزيعية ؛ إذ تُعدّ النظرية أن الحوادث الجنائية ماهي إلا نتاج التقاء الجناة والضحايا في ظل ظروف محددة ترتبط بالزمان والمکان ،  فالجريمة تحدث حينما يلتقي مرتکب الجريمة مع دافع مناسب في المکان في غياب الحماية المؤهلة ، ومن المثير للاهتمام أن النظرية تنص على : أن أعداد الجرائم قد تزداد بانخفاض مستوى الحماية ؛ الأمر الذي يؤدى إلى زيادة السلوکيات الإجرامية