Beta
145305

الشاکرية ودورهم فى الدولة العباسية فى القرن الثالث الهجرى

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

التاريخ

Abstract

کان الدور الأول الذى لعبته الشاکرية على مسرح الأحداث التاريخية هو دور الخادم، أو کبعض أفراد الخدمة فى الحاشية، ممثلين شکلاً من أشکال الوجاهة الاجتماعية،  فضلاً عن ذلک فقد قاموا بدور هام فى الحراسات الخاصة ، وقد رصدت الدراسة أن هذا المصطلح موغل فى القدم لوروده بمعناه ولفظه فى العهد القديم، کما قامت فئة الشاکرية بأدوار تاريخية بارزة فى العديد من فترات التاريخ الإسلامى، ولکن الأجواء العامة للقرن الثالث الهجرى بما شهده من زخم وصراع وتغييرات فى ميزان القوى کانت مناسبة لظهور الشاکرية على الساحة السياسية بشکل أکثر أهمية وخطورة. -        قامت فئة الشاکرية بدور آخر أکثر أهمية من مجرد الخدمة والحراسة، فقد شکلوا فى العديد من الأحيان قوات خاصة تم تکليفها بمهام خاصة ، أو کقوات للتدخل السريع، إما للسيطرة على تمردات ما، أو لحراسة الطرقات، أو حتى فى أعمال المرابطة والثغور. -        لم تنتمِ فئة الشاکرية لإثنية أو عرق محدد، بل تنوعت أصول الشاکرية، فقد کانت کهيئة عسکرية مرنة تسمح بالانضمام إليها دون شروط محددة، الأمر الذى جعلها متعددة الولاءات حسبما تقتضى المصلحة السياسية والمادية. -        کان واضحاً بجلاء مدى الأهمية المتعاظمة للشاکرية من خلال النظم والرسوم الخاصة بهم، فقد حظيت هذه الفئة بوضعية مميزة فتم تخصيص دواب خاصة بهم، ومواضع سکنية، وملابس محددة، والأهم من کل هذا تميزهم على غيرهم من القوى العسکرية فى الدولة العباسية بالعطاء، فکان مقدار ما يُصرف لهم من عطاء يفوق مثيلاتهم، کما حرصت الدولة والقوى السياسية المتعددة على استقطابهم بالمال والأعطيات فى کل المناسبات، إما لضمان خدماتهم، أو وقاية من تحرکاتهم. -        يمثل الخليفة العباسى المتوکل علامة فارقة فى تاريخ الشاکرية، فالرجل الذى أدرک خطورة تحکم الأتراک فى صنع القرار ومسؤوليتهم عن انسداد الأفق السياسى للدولة العباسية أراد تفتيت القوة العسکرية للأتراک بخلق کيانات عسکرية جديدة، ولذلک کان اعتماده بشکل أساسى على العديد من القوى الجديدة کان منها الشاکرية، فضلاً على تأکيده على أهمية الشاکرية فى مرسوم تولية أبنائه ولاية العهد، وورود اسم الشاکرية فى أکثر من موضوع من مواضع هذا المرسوم. -        کان وجود الشاکرية علامة من علامات السلطة والسيادة، وبالتالى کان التجريد منهم هو تجريد من السلطة، أو بمثابة علامة من علامات زوال السلطة أو انتزاعها، وهو ما ظهر جلياً فى مرسوم المنتصر لخلع أخويه المعتز والمؤيد من ولاية العهد فقد کان التأکيد على تجريدهم من شاکريتهم واضحاً کمظهر من مظاهر تجريدهم من ولاية العهد.   -        کانت عناصر الشاکرية متخصصين بامتياز فى القفز على تحرکات الآخرين، فما إن يلمح الشاکرية بوادر تحرک فئوى فى المجتمع حتى ترافق جموعهم هذه التحرکات للضغط على صانعى القرار للحصول على مميزات إضافية أو أعطيات جديدة أو زيادة فى أعطياتهم القديمة، وقد اعتمدوا على قوتهم العسکرية فى هذا الأمر، بالإضافة إلى القيام بممارسات الشغب لأجل تحقيق أغراضهم. -        عانت عناصر الشاکرية من أزمة القيادة، فلم يُعرف الشاکرية أبدا القائد الواحد ولا القوة المتوحدة، الأمر الذى ساهم فى خلق جماعات متعددة من الشاکرية، ولذا تم توظيف الشاکرية من القوى السياسية المتناحرة کأداة لتصفية الخصوم السياسيين، وکأداة لتحقيق أجنداتهم السياسية المختلفة. -        وفى الأخير فإننا أمام فئة تطورت من مجرد خدم فى البلاط إلى قوة عسکرية ذات طبيعة خاصة وصولاً لمرتبة المشارکة فى صنع القرار السياسى، متعاملة ببرجماتية فلم تتبنى قضايا دينية أو فکرية أو سياسية حقيقية، وتحالفت مع الشىء وضده، ولم يعنيها سوى المکتسبات والمصالح المادية، وهو ما يفسر تحالفاتهم المتعددة والمتناقضة، فصارت طرفاً أصيلاً فى معادلة القوة السياسية فى الدولة العباسية فى القرن الثالث الهجرى.  

DOI

10.21608/shak.2020.145305

Volume

21

Article Issue

1

Related Issue

20741

Issue Date

2020-06-01

Receive Date

2019-05-31

Publish Date

2020-06-01

Page Start

196

Page End

232

Print ISSN

2314-7431

Online ISSN

2682-4868

Link

https://shak.journals.ekb.eg/article_145305.html

Detail API

https://shak.journals.ekb.eg/service?article_code=145305

Order

6

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,599

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة الدراسات الإنسانية والأدبية

Publication Link

https://shak.journals.ekb.eg/

MainTitle

الشاکرية ودورهم فى الدولة العباسية فى القرن الثالث الهجرى

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023