يسعي هذا البحث [ الخطاب التوجيهي في رسالة عبدالحميد الکاتب إلي الکتاب ...... مقاربة في  
ضوء اللسانيات التداولية ] إلي دراسة الأفعال التوجيهية في رسالة عبدالحميد الکاتب ؛ تلک الأفعال التي
تؤدي دوراً مهماً في تبليغ القصد وتحقيق هدف الخطاب .
       وسوف يأتي الکشف عن هذه الأفعال التوجيهية – باعتبارها آلية حجاج لغوية – بعد تفکيک الرسالة إلي وحدات نصية يسير فيها التوجيه بحسب دلالات کل وحدة نصية .
    وبناءً علي ذلک ، فإن البحث يهدف من استنطاق رسالة عبدالحميد الکاتب إلي الکشف عن البعد
التداولي فيها، وإظهار الخصائص اللغوية التي اتسمت بها هذه الرسالة .
  والحقيقة أن اختياري لرسالة عبدالحميد الکاتب إلي الکتاب کنموذج تطبيقي ؛ لما تشتمل عليه هذه
الرسالة من توجيهات کثيرة ، فالرسالة تعد رسالة توجيهية في المقام الأول ، ولهذا السبب ، فقد احتشدت الرسالة بالأساليب اللغوية التوجيهية المختلفة والمتعددة ؛ حيث قمت بدراسة هذه الأساليب وتحليلها تحليلاً يبرز أثرها في توجيه الخطاب .
       وثمة دافع موضوعي يتمثل في محاولة الکشف عن البعد التوجيهي للخطاب في رسالة عبدالحميد الکاتب من حيث تحديد مسارات الخطاب ، والوقوف علي الآليات اللغوية المبلغة لمقاصده
. أما عن منهج البحث ، فإنه يعتمد علي المنهج الوصفي في رصد الأفعال التوجيهية التي تضمنتها
رسالة عبدالحميد الکاتب ، وکيف توصل عبدالحميد الکاتب عن طريق هذه التوجيهيات إلي تحقيق
أغراضه ، وإنجاز مقاصده ، وتأسيساً علي ذلک ، فالبحث يعتمد علي الوصف والتحليل .
    ومن خلال هذا البحث سأحاول – إن شاء الله – أن أجُيب عن مجموعة من الأسئلة الآتية :
[1] ما مدي حضور الخطاب التوجيهي وفق آلياته في رسالة عبدالحميد ؟
[2] أي هذه الآليات اللغوية التوجيهية الأکثر استعمالاً في رسالة عبدالحميد الکاتب ؟
[3] کيف أسهم الخطاب التوجيهي في تحقيق أغراض الکاتب ؟