يتناول هذا البحث تأثير الزنا وما يترتب عليه ويلحق به في تحريم النکاح، ويعرض لعدة مسائل، وهي: أثر الزنا في نشر حرمة النکاح، حکم نکاح الزاني ابنته من الزنا، حکم نکاح الزانية والزاني، أثر زنا الأزواج في تحريم النکاح، أثر الارتضاع بلبن ثاب عن زنا في تحريم النکاح، ثم يعرض أثر ملحقات الزنا في تحـريم النکـاح، وهـذه الملحقـات تتمثل في:1- اللّواط ويفَصِّل البحـث أثره في نشـر حرمة النکاح،2- النظر واللمس بشهوة ويبن البحث أثرهما في تحريم النکاح.
والبحث يقوم - في الأعم الأغلب - بعرض آراء المذاهب الثمانية من الحنفية والمالکية والشافعية والحنابلة والظاهرية والزيدية والإمامية والإباضية في المسائل محل الدراسة، مع عرض أدلتهم ومناقشتها وترجيح ما يظهر رجحانه مما تشهد له الأدلة.
وينتهي البحث إلى ترجيح ما يلي:
1- الزنا يؤدي إلى نشر حرمة النکاح، فيحرم على الزاني أصول المزني بها  وفروعها، کما يحرم على المزني بها أصول الزاني وفروعه، کما أن الزنا بأخت الزوجة أو عمتها أو خالتها أو من لا يصح جمعها معها في عقد نکاح يؤدي إلى تحريم وطء الزوجة مدة استبراء المزني بها.
2- لا يحل للرجل نکاح ابنته ولا ابنة أخيه ولا ابنة أخته من الزنا.
3- مع التأکيد على أنّ المسلم يجب عليه أن يبتغي نکاح العفيفة والمسلمة تبتغي نکاح العفيف، فإنه يجوز للزاني نکاح من زنا بها، ويحل له وطؤها على أية حال(حاملا کانت أو غير حامل)، ولکن لا يحل للرجل نکاح امرأة حملت من زنا غيره إلا بعد وضع الحمل، کما لا يحل للرجل نکاح من زنا بها غيره إلا بعد استبرائها لمعرفة براءة رحمها من الحمل، ويکون ذلک بأن تحيض حيضة بعد ذلک الزنا أو يمضي شهر إذا کانت لا تحيض.
4- أما الزنا الذي يقع من رجل متزوج أو امرأة متزوجة فلا يترتب عليه فسخ الزواج.
5- والارتضاع بلبن ثاب عن زنا لا ينشر حرمة النکاح إلا في حق المرضِعة فقط.
6- کما أن الوطء في الدبر إذا وقع على ذکر أو امرأة غير زوجته فلا ينشر حرمة النکاح.
7- إذا وقع لمس من غير حائل أو نظر إلى الفرج بين رجل وامرأة أجنبية وکان ذلک بشهوة فإن ذلک لا ينشر حرمة النکاح بين الرجل وأصول المرأة أو فروعها، ولا بين المرأة وأصول الرجل أو فروعه.