تعد الصناعة أيضاً من مرتکزات الاقتصاد المصري والآشوري، حيث برع المصريون القدماء والآشوريون في استغلال کل ما منحته لهم الطبيعة من مواد في صناعتهم, وکانت کل حرفة أو صناعة تنقل وتورث من الآباء إلى الأبناء, وهکذا ظلت هناک أسرات تتوارث نفس الصناعة لفترات طويلة وأجيال عدة، مما ساعد أفراده على إتقان هذه الصناعة والتفوق فيها، وتعددت الصناعات في کل من مصر وآشور نظراً لسد احتياجات السکان في کلا البلدين، وکانت أهم الصناعات صناعة المنسوجات، والسلال والحصر، بالإضافة إلى الصناعات الخشبية. تکمن أهمية البحث في کونه يقدم دراسة توضيحية عن الصناعات النسيجية في مصر وآشور، حيث تعد صناعة النسيج في کلا البلدين من أهم الصناعات القديمة التي عرفها المصريون والآشوريون . کما يلقي الضوء على صناعة النسيج في کلا البلدين وعلى الصناعات المرتبطة بها، وتوضيح عملية صباغة المنسوجات ودباغتها. - من مظاهر عبقرية المصريين القدماء في الشئون الصناعية أن مختلف الصناعات لم تکن تتم عبثاً، حيث اعتمدت في صناعة منسوجاتها أداتين هما المغزل والنول، ولکن اختلفت في (آشور)استخدمت أداتي المغزل والنول الذى تعدد أنواعه فمنه الأفقى والعموي وانفرد عن مصر بنوع الجومة. وفي(مصر)يعتبر الکتان من أهم المواد التى زاد استخدامها، بينما في(آشور)الصوف. وفي هذين البلدين، يعرفون جميعاً کيفية صبغ المنسوجات، کما انفردت (آشور)عن(مصر)في استخدامها للون الأرجوانى. وتشتهر هذه الملابس أيضا في (مصر)، أحياناً مطرزة بينما في (آشور) ، تشتهر بتطريزها وزخارفها وأشکالها المزدحمة.