شکلت قضايا الحدود السياسية للمملکة العربية السعودية منذ بداية تأسيسها عائقًا أمام تطوير علاقاتها الثنائية مع جيرانها في المنطقة الشمالية، خاصة مع دولة العراق وذلک بسبب الحدود السياسية المتداخلة فيما بين البلدين والتي لم تنجح الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات في تسويتها على أرض الواقع.
لذا وکّل الملک عبدالعزيز إلى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري مهمة إمارة منطقة الجوف، وهي المنطقة الأقرب للحدود السعودية مع العراق، في وقت لم تنشأ فيه إمارة منطقة الحدود الشمالية، فأصبح الأمير عبدالرحمن السديري بما يمتلکه من صفات وقدرات عالية هو المؤهل لرئاسة اللجنة السعودية لمقابلة اللجان العراقية ومناقشتها في الموضوعات المتعلقة بقضايا الحدود بين البلدين.
ونجح الأمير عبدالرحمن السديري خلال رئاسته للجنة السعودية في الحفاظ على الحقوق الجغرافية للمملکة العربية السعودية والدفاع عن حدودها السياسية بالحجج والأدلة الثابتة رسميًا، وتسلط هذه الدراسة الضوء على موضوع فيضة أم قليب کقضية حدودية مختلف عليها فيما بين المملکة العربية السعودية والمملکة العراقية، وتبين هذه الدراسة بعض الجهود الکثيرة التي بذلها الأمير عبدالرحمن السديري في هذا الجانب.