المستخلص:

يعنى هذا البحث بدراسة ظاهرة التکرار البلاغي في قصائد شعراء صخرة الملتقى؛ "إبراهيم ناجي"، و"علي محمود طه"، و"محمد عبد المعطي الهمشري"، و"صالح جودت"؛ وهم يعدون من أهم شعراء الاتجاهين الرومانسي الحزين والواقعي في الشعر العربي الحديث.

وبالنظر إلى قصائد شعرائنا؛ نجد أنهم قد برعوا في توظيف ظاهرة التکرار؛ بما تمتلکه من قوة بلاغية للإفصاح عما يجول في نفوسهم من مشاعر شجية، وعما يدور في أذهانهم من معانٍ وأفکار؛ رغبة في الاستحواذ على وجدان المتلقي، وتعميق إحساسه بتجاربهم الشعرية.

ومن ثم فإن توظيف الشعراء للتکرار في قصائدهم قد حمل دلالات إيحائية، وشعورية، ونفسية، إلى جانب دلالتة التأکيدية، والإيقاعية؛ فالدلالات المتنوعة التي تولدت عن التکرار؛ قد عکست للمتلقي الحالة النفسية الحزينة التي يمر بها شعراؤنا، وجسدت له معاناتهم من الواقع المؤلم الذي يعيشونه، کما مکنت شعراءنا من وصف خوالجهم النفسية، ومن التعبير عن تجاربهم الوجدانية والذاتية؛ تلک التجارب التي باءت بالفشل، وأورثت نفوسهم الإحساس بالحزن والحسرة، والضيق والتبرم بالحياة، وغيرها من المشاعر القاسية التي سيطرت على وجدانهم، وباتت تؤرقهم في حياتهم.