يتناول البحثُ دِرَاسة قرينة التنوين وأثرِهَا في توجيهِ الدَّلالة، دراسةً في ميدانِ القراءات القرآنية، من خلال کتاب «مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني» للإمام أبي العلاء الکَـِرْمانِي (ت بعد:563هـ)، وقد جمع الکتاب القراءاتِ المتواترة والشاذة، تناولها الکرماني بالتوجيه الصوتي وأثره في الدلالة.
ويعمِدُ البحثُ إلى استقراءِ الظواهر الصوتية، وتصنيفِها على «تضافر القرائن».
إن ما يتَناوَلُهُ الباحثُ في هذه الدراسة هو قرينة التنوين؛ وبيان أثر في الدلالة.
والمعنى الاصطلاحي للقرائن يدور حول ارتباط الکلمات بعضها ببعض سواء أکان ذلک في الکلمة أم الجملة أم السياق، ويُرشح هذا المعنى أو ذاک وجودُ قرينةٍ دالَّةٍ على المعنى المقصود لفظيةً کانت أو معنويةً.
ولکُلِّ لُغَةٍ من اللُّغاتِ الإنسانيةِ نِظَامُها الصوتِيُّ الخاص، وأدرکَ ذلک عُلماءُ اللُّغةِ العربية، فحلَّلُوا نُصوصَ اللُّغةِ، وحدَّدُوا الأصواتَ التي تتألَّفُ منها، ودرسوا خصائِصَها مفردةً، وبيَّنُوا ما يلحقها من تغييراتٍ فِي التَّرْکِيبِ، وما يلحق ذلک من تغاير المعاني.
والتنوين وحدة صوتية ذات وظائف متعددة على المستوى الفونولوجي، ويمکن اکتشاف ذلک بالنظر إلى الکلمات المقابلة للکلمة المنونة في الترکيب، وللتنوين أنواع مختلفة تکسب الکلمة دلالة مختلفة، وتساهم في تحديد المعنى.