ملخـص البـحـث:
انطلق المعتزلة من الأدلة الشرعية فى مواجهة التکفير والتفسيق عند الخوارج، فالبداية تکون بتقديم المفاهيم والمصطلحات للأسماء التى ترد فى هذا الباب، والحرص على أن تکون بغاية الدقة لما يترتب عليها من أحکام تتصل بالکفر والإيمان وموقف الفرد أو الفرقة من الجماعة المسلمة.
وقد کان حرص العقل المسلم فى تقديم تلک المفاهيم والمصطلحات أن لا يقتصر على اصل معناهما اللغوى وإنما استنادًا إلى ما ورد فى القرآن الکريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين فى مختلف أحقابهم ودهورهم وخصوصًا فى عهد الصحابة – رضوان الله عليهم – وتطبيقاتهم من السنة العملية مع المخالفين لهم من أفراد وفرق الجماعة المؤمنة.
وهم قد وقفوا جميعًا على أن لا يکفّر مسلمٌ بذنب، ويظل فى عداد الجماعة المؤمنة، حتى وإن بغى على تلک الجماعة فإن له من الأحکام الخاصة التى وردت فى القرآن الکريم وفى السنة العملية فى التطبيق الأمين لها عن الإمام على – رضى الله عنه – فى أصل قتال البغاة، ما يجعلهم فى مفارقةٍ مع قتال الکفار والمشرکين.