ان مهمة اقناع الجمهور ليست بالمهمة اليسيرة ولا يمکن تحقيقها دون بذل المزيد من الجهد وذلک باستخدام أدوات وأساليب أکثر تأثيراً، ذلک أنه في الخطب السياسية نجد أن اختيار المفردات التي يستخدمها السياسي/ الشخصية العامة قد يترک أثراً عميقاً في الجمهور المتلقي. هذا الأثر قد يدفعهم إلى التفکير أو التصرف وفقاً لمعتقداته وقناعاته.
هذا الموقف يخلق حالة جدلية تتطلب وجود علاقات منطقية بين ما يقوله المتحدث وبين الأدوات التي يستخدمها أو يوظفها في إقناع جمهوره. ويعتبر الجدل الإقناعي أحد أهم أدوات الخطاب السياسي التي تستخدم لتعزيز الأثر الإيجابي لحديث المتحدث وبناء عليه تتعدد أدوات وأساليب الإقناع في الخطب السياسية وفي السياسة بوجه عام.
تستهدف هذه الورقة تحليل لغة الخطاب السياسي لبعض الخطب السياسية لکلا من السيدة الأولى/ ميشيل أوباما، زوجة باراک أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريکية 2008 والسيدة الأولى/ ميلانيا ترامب، زوجة دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريکية 2016.
ويتم التحليل عن طريق تطبيق نظرية ( الاستراتيجيات البلاغية للإقناع ) لأرسطو بمحاورها الثلاثة ( الذات – العاطفة – المنطق) وذلک لبيان الاستراتيجيات الأکثر استخداماً من کلتا السيدتين في خطابين من أهم الخطب السياسية في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريکية في العصر الحديث حيث يسهم التعرف على تلک الاستراتيجيات في تحديد الملامح الرئيسية في شخصية وأفکار وتوجهات وقناعات کلتا السيدتين، کما يسهم هذا التحليل أيضا في بيان مدى تأثير الخلفية الثقافية وظروف النشأة على الخطاب السياسي لکلتيهما.