تمتعت المرأة بمکانة بارزة في المجتمع المصري القديم، حيث شغلت العديد من الوظائف المهمة، فإلى جانب دورها المحوري في الأسرة المصرية زوجةً وأمًّا، فإن هناک ما يشير إلى أن المرأة بصفة عامة، والأم الملکية بصفة خاصة، لعبت دورًا بالغ الأهمية في الحياة السياسية والاقتصادية.
وقد تناولت هذه الورقة البحثية موضوع الدلالات السياسية لألقاب الملکة "ني- ماعت- حاب" من خلال مصادر الملکة المتمثلة في طبعات أختام من عهد زوجها الملک "خع سخموي" وعهد ابنها الملک "نثري خت" ونقشٍ وتمثالٍ لأحد الموظفين من فترة لاحقة (عصر الأسرة الرابعة)، وقد تبين من خلال هذه المصادر حصول الملکة على ألقاب بعضها معتاد وبعضها فريد، وهي ألقاب ساعدت على تتبع دورها السياسي المتمثل في تهدئة الأوضاع السياسية بين شمال البلاد وجنوبها في عهد زوجها، ثم في انتقال العرش من الأسرة الثانية إلى الأسرة الثالثة، وتحديد هوية مؤسس الأسرة الثالثة، کما کان لإحدى طبعات الأختام الخاصة بالملکة والألقاب المسجلة عليها بعض الإشارات والدلالات للدور الاقتصادي لها.