المستخلص :
        يُعتبر الصراع العربي ــ الإسرائيلي من أخطر وأکبـر الأحداث التـي عاشـها الـوطن العربي في تاريخه الحديث والمعاصر لذلک   حظي منذ بداياته باهتمام عديد من القوى الدولية والإقليمية، التي سعت لحله وطرحت عدة مبادرات وعديد من المشروعات، ومن ذلک طرح الولايات المتحدة الأمريکية مبادرتها على لسان وزير خارجيتها وليم روجرز في الخامس من يونيو 1970م، وقد اشتهرت باسمه، وذلک للحد من عمليات القتال بين مصر وإسرائيل ووقف حرب الاستنزاف والعودة لوقف إطلاق النار.
       وقد أبدت مصر موافقتها على مبادرة روجرز في الثاني والعشرين من يوليو 1970م، ولکن سرعان ما تفجرت ضدها حملة انتقادات واسعة النطاق ضدها في العالم العربي، وجاء رد الفعل المصري ممثلاً في الهجوم على الدول التي اتهمت عبد الناصر بالخيانة وتقاعسه عن الدفاع وهو لم يکن صحيحاً؛ لأن عبد الناصر کان يبني الجيش، ويبذل کل مساعيه وجهده من أجل ذلک، وفي الوقت نفسه يسعى للسلام بناء على ما تقتضيه المصلحة، وتوترت العلاقات المصرية الفلسطينية بعدما عارضت المقاومة الفلسطينية المبادرة.
وانتهت المباحثات المصرية الأمريکية بفشل مبادرة روجرز فشلاً ذريعًا، ولکنها کانت قد أدت لتفرقة وتجزئة القضية الفلسطينية والعربية.