المستخلص : 
تمثل الصحافة المکتوبة من أهم الوسائل الإعلامية التي يعتمد عليها الجمهور في الحصول على المعلومات الموثوقة، والتي قد تؤثر على اتجاهاتهم نحو القضايا المطروحة، وتمثل قضايا المؤسسات الصحية إحدى أهم القضايا المطروحة في الصحافة بصفتها مؤسسات تقدم خدمات مرتبطة بحياة الإنسان بشکل مباشر، وقد تتأثر اتجاهات الجمهور بأطر المعالجة الاعلامية للقضايا المتعلقة بالمؤسسات الصحية في وسائل الاعلام، وبالتالي قد يؤثر على سلوکه.
لذا يمکن بلورة مشکلة الدراسة في التساؤل الآتي: ما أطر المعالجة الاعلامية للموضوعات والقضايا المتعلقة بالمؤسسات الصحية في الصحافة البحرينية؟ وما انعکاساتها على اتجاهات الجمهور؟
 وللإجابة على التساؤل السابق اعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامي، واستخدمت أداة تحليل المضمون لتحليل محتوى صحيفتي أخبار الخليج والأيام البحرينية بعينة قوامها 320 صحيفة، کما استخدمت أداة الاستبيان على عينة عشوائية قوامها 500 مبحوثًا فئة البالغين المقيمين في مملکة البحرين.
توصلت أهم نتائج الدراسة التحليلية إلى عدم وجود فروق واضحة بين الصحيفتين من حيث المعالجة الاعلامية لقضايا المؤسسات الصحية، حيث أن جميع الصحف البحرينية اليومية تتبع سياسة الدولة وذات اتجاه سياسي واحد، وأن اتجاه التغطية السلبية لقضايا المؤسسات الصحية مقتصرة على المؤسسات الصحية الحکومية فقط، بينما ساهمت صحف الدراسة في ترسيخ صورة إيجابية تامة عن المؤسسات الصحية الخاصة، وکشفت الدراسة أن أکثر الأطر الخبرية استخدامًا في قضايا المؤسسات الصحية هو (إطار المسؤولية)، أما أقل القضايا التي تهتم بإبرازها الصحافة البحرينية هي قضايا (الأخطاء الطبية والإهمال الطبي). 
وتوصلت أهم نتائج الدراسة الميدانية إلى أن مستوى متابعة الجمهور البحريني للصحف البحرينية اليومية منخفضٌ نسبيًا، إلا أن الآثار المعرفية والوجدانية والسلوکية المترتبة على تعرضه لقضايا المؤسسات الصحية من خلال الصحافة مرتفعة، وأن أکثر الأطر الخبرية التي تبنتها عينة الدراسة تمثلت في إطار (الاهتمامات الإنسانية)، کما ثبت وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات الجمهور نحو أطر معالجة الصحافة البحرينية لقضايا المؤسسات الصحية تعزى للمتغيرات الديموغرافية.
وتبين أنما يقارب النصف من الجمهور البحريني تکونت لديه بعض المخاوف من العلاج في بعض المؤسسات الصحية نتيجة لتعرضه لقضايا المؤسسات الصحية عبر الصحافة، کما تبين أن ما يقارب ثلث الجمهور في مملکة البحرين بات يمتنع من الذهاب لبعض المؤسسات الصحية نتيجة لتعرضه لقضايا المؤسسات الصحية عبر الصحافة.