تدور فکره البحث حول اظهار المفارقة في علاقه الذات الإلهية بالعالم المتمثلة في التنزلات والمعراج في فکر محى الدين ابن عربي ، والتي يوضحها في قوله " فکل نظر الى الکون ممن کان فهو : نزول ، وکل نظر الى الحق ممن کان فهو عروج ".  فالذات الإلهية هي الوجود المطلق والغيب الصرف وليس بينها وبين العالم نسبه الا من خلال المراتب الإلهية ، کان لها ان تمر في ظهورها من العماء بمرتبه الألوهية التي تعطى الحقائق حقها في الظهور ، والرحمانية التي هي اصل لکل موجود . فانتقال الموجودات من وجودها العلمي الى وجودها العيني رهن بالتجلي الإلهي في المراتب والحضرات الإلهية في البرزخ الذى هو واسطه بين الذات الإلهية والعالم . فتعمل مرتبتا الألوهية والرحمانية معا کقوة خالقه او ناقله للموجودات من حال عدمها الى حال وجودها . وفى المقابل المعراج في فکر ابن عربي وهو العروج على المقامات الروحية فمن المعلوم ان الانسان قد جبل على حب الشهوات وهو لا يمکن ان يصل الى ربه طالما ظل ملاحقا لشهوات نفسه ، لذا لابد من تخليه نفسه ويعزم على ان يسافر الى الله تارکا کل علائق الدنيا وراء ظهره ، فهذه المرحلة هي التي تبدأ بالمجاهدات الروحية . فاذا وصل الى هذه الدرجة استنار باطنه وفتح له ابواب عالم الملکوت ويشاهد لوامع انوار الغيوب .   وسوف تشمل هذه الدراسة مجموعه من المحاور  :- ايضاح بعض اراء السابقين فى مسأله المعراج والتنزلات* * ايضاح الوظيفة الوجودية والمعرفية للعماء في علاقه الله بالعالم . * ايضاح کيف ان الألوهية وسيطا بين الله والعالم . * المقامات والاحوال التي يتدرج فيها السالک ليصل الى مقام الولاية . * اهميه دور الرؤي المناميه حيث انها ابواب مفتوحه عالم الاسرار والمعارف اللدنيه .