زينون الإيلى تلميذ بارمنيدس مؤسس المدرسة الإيلية ، کان مولده بإيليا جنوبى إيطاليا على ساحلها الغربى ، ولم تکن له فلسفة خاصة بل کرس جهده للدفاع عن فلسفة أستاذه التى اثبتت أن للوجود خاصتين هما: الوحدة والسکون ، ومن ثم ألَّف کتابا مؤکدا فيه أن القول بالکثرة والحرکة يؤديان إلى مفارقات ومتناقضات أکثر مما يؤدى إليه القول بالوحدة والسکون . وقد استخدم بعض الحجج للدفاع عن رأى أستاذه ، منها ما هو لنفى الکثرة أو التعدد من جهة ، ومنها ما هو لنفى الحرکة والتغير من جهة أخرى .
ولقد اثبتت هذه الحجج أنها جديرة بالنظر لما خلقته من مشکلة أخرى تتصل بالوجود وهى مشکلة اللآمتناهى التى وقف بازائها الفلاسفة والرياضيون لإزاحة الستار عنها فى مدى الخمسة والعشرين قرنا التى تفصلنا عن زينون . وفى مجال العلم اکتشف " نيوتن " Newton حساب التکامل والتفاضل يقصد القبص بدقة الأعداد على اللآمتناهى فى الصغر ، وأيضا محاولة الرياضى " جورج کانتور" صاحب نظرية المجاميع Theory of sets , والتى أوضحت أن خصائص الأعداد اللآمنتاهيه غير خصائص الأعداد المتتهية المعروفة لدينا ،
ومن ثم استطاعت الرياضيات الحديثة أن تجعل للأعداد اللآمتناهية الکبر وجوداً حقيقيا فى عالم العلم . ومن الفلاسفة الذين حاولوا أن يتغلبوا على فکرة اللآمنتاهى لکن نقد موقف زينون " أرسطو" الذى ميز بين ما هو بالقوة وما هو بالفعل ، أيضا " برجسون " فى کتابة " التطور الخالق " يرد على زينون بأنه خلط بين المسافة والحرکة وخاصة فى حجة أخيل والسلحفاة .